القرار التاريخي الذي دونه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في يوم الأحد 27 شوال 1432ه الموافق 25/9/2011م حول مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى، وكذلك مشاركتها في عضوية المجالس البلدية له أكثر من دلالة بل يعد منعطفاً تاريخياً يحتاج منا إلى وقفات صادقة، فالملك المفدى حفظه الله عرف عنه محبته لهذا الوطن وأهله ويعتقد أن المرأة هي أساس البناء الاجتماعي الذي يحقق الرفاهية للمجتمع، فالنساء كما قال الوسول صلى الله عليه وسلم: (شقائق الرجال)، ورفعتها دليل على رفعة الرجل نفسه، وهذا هو خادم الحرمين الشريفين يقف موقف الشجاع ليعلن وبكل وضوح وفخر مقولته المشهورة: «إننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي في كل مجالات العمل» حيث قرر ما يلي: 1 - مشاركة المرأة في مجلس الشورى، عضواً اعتباراً من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية. 2 - يحق للمرأة أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية اعتباراً من الدورة المقبلة ولها الحق كذلك المشاركة في ترشيح المرشحات في الانتخابات البلدية. إن هذه المرتكزات تحقق العز والكرامة والمصلحة لهذا الوطن وتجعلنا نحقق حق المليك علينا في الرأى الصائب والمشورة وفق ضوابط الشرع وثوابت الدين. إن دخول المرأة إلى صرح مجلس الشورى هي مسؤولية اجتماعية كبيرة تتحملها المرأة السعودية وهي لا شك قادرة بما تملك من خبرات واسعة في العمل الاجتماعي تخصصاً وممارسة وتطوعاً أن تؤثر فيما يتخذ من قرارات مصيرية فلا مجال بعد اليوم للمزايدة فيما تقدمه مملكة الإنسانية من دعم ومساندة للمرأة في هذا البلد الذي انطلقت منه الرسالة السماوية التي أعطت المرأة كامل حقوقها كما أعطت الرجل كامل حقوقه، وفق توجيه هذه الرسالة التي هي رحمة للعالمين. إن رؤية خادم الحرمين الشريفين أيده الله انبثقت من الإيمان بضرورة تفاعل المرأة والرجل في الجهود الرامية للتطوير التنموي فلا يمكن تحقيق تنمية بذراع واحدة وهذه الخطوة تعد من أكبر العمليات التنموية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي خطوة مباركة نحو مزيد من العطاء لهذا الوطن الذي يسير جنباً إلى جنب مع الدول المتطورة والتي تقدم أرقى الخدمات لمواطنيها، وكانت إشارة الملك يحفظه الله إلى ميراثنا العظيم وصيانته وعدم الوقوف عنده بل نزيد عليه تطويراً يتفق مع قيمنا الإسلامية والأخلاقية دليلاً على هذه الرؤية الصائبة والمكانة اللائقة التي يريدها لشعب المملكة العربية السعودية. نعم.. أيها القائد المحنك «إننا لن نقف عند عقبات العصر» فسوف نسير تحت قيادتك الرشيدة والتي تؤمن بالتوكل على الله في كل صغيرة وكبيرة وسوف تجدنا بحول الله أهلاً لهذه التطلعات الكبيرة في الوصول إلى الهدف الذي ننشده وستجدنا معك في كل خطواتك المباركة.