في كل عام تتاح لنا الفرصة لنتذكر عظم الإنجاز الذي أنجزه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه بتوحيد البلاد والعباد على كلمة التوحيد، ونقل هذه البقعة من الأرض إلى الصفوف المتقدمة تزاحم ارقى الدول وتختصر مسافات من الزمن لتصبح هذه الدولة ومنذ ذلك التاريخ محط الاهتمام العالمي لموقعها الاستراتيجي ولمكانتها الدينية والتاريخية باعتبارها حاضنة الحرمين الشريفين أقدس بقعتين على وجه الأرض. والاحتفاء بهذه المناسبة يعد واجبا وطنيا لنستذكر فيه اليوم الكبير الذي أتم الله به النعمة على الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بتوحيد أرجاء هذه البلاد المباركة بعد جهاد استمر طويلاً بدأه باسترداد الرياض. ولنتذكر أيضاً القفزات التنموية التي مرت بها المملكة خلال مسيرتها خاصة بعد اكتشاف النفط وتصديره بكميات كبيرة ، ما حقق للمملكة قوة اقتصادية كبيرة وسيولة مالية ضخمة تم تسخيرها لصالح البلاد وأهلها حتى أصبح المواطن والمقيم ينعمون بخيرات وفيرة وخدمات كبيرة في جميع المجالات وبالذات في مجال التعليم والصحة وغيرهما من الضروريات الحياتية الأخرى. وقد انصب اهتمام الدولة منذ تاريخ تأسيسها إلى هذا اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بالإنسان السعودي وجعلته أساساً للاستثمار في كل محور من محاور التنمية في كل مجالاتها. وفي العلاقات الدولية كان لقيام المملكة وقع كبير محلياً وإقليميا ودولياً حيث نالت اعتراف جميع الدول آنذاك ، وكان الصدى العام لدى جميع الدول هو الارتياح والترحيب بهذه الدولة ، التي حظيت بالتقدير والاحترام بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها المؤسس - رحمه الله - التي هي في الواقع ترجمة حقيقة لروح الدين الإسلامي، ومنهجه السامي في العلاقة بين المجتمعات والدول لتتبوأ بلادنا الغالية المكان اللائق بها عالمياً. فإلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي ، وما تملكه من مقومات حضارية ، واقتصادية ، وروحيه لتشرفها بخدمة الحرمين الشريفين ، وما تنتهجه من سياسات معتدلة ، ودبلوماسية رصينة تعمل وفق منهجية واضحة، أصبحت تشكل ثقلاً دولياً ورقماً صعباً في معادلة العلاقات الدولية. إن المتابع لا بد وأن ينصف الوضع الراهن الذي يعيشه المواطن السعودي والمقيم على تراب بلادنا الغالية من رغد العيش ، وأمن وأمان ، في الوقت الذي تعيش فيه الكثير من الدول ظروفا اقتصادية صعبة إضافة إلى قلاقل واضطرابات أمنية وسياسية. إن الاحتفال باليوم الوطني هو احتفال بيوم خالد من أيام الوطن ، ونقطة تحول في تاريخه المعاصر، حيث يمثل فرصة لاستعادة مسيرة عملنا الوطني بعد ملحمة التوحيد، التي تغلبت على تحديات عديدة في الداخل والخارج، ومضت لتبرهن دوما على أنها ولدت لتبقى حدثاً تاريخياً يمثل الاستثناء بجهود مباركة من الملك المؤسس - يرحمه الله - . وإذ نحتفل اليوم بذكرى التوحيد فإننا نجدها فرصة لوقفة نتأمل فيها ما قمنا به تجاه الحفاظ على منجزات الوطن وما الذي يجب علينا القيام به، وكيف نحافظ على هذه الوحدة والمكتسبات. ومما لا يخفى على أحد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - راعي نهضتنا لا يدخر جهدا في الاهتمام ببناء هذا الوطن وإعداد المواطن الصالح المتسلح بالعلم والمعرفة، حيث شهدت المملكة منجزات تنموية عملاقة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها من المنجزات التي ستبقى شاهداً على همة الملك المفدى وبعد نظره. إن هذه المناسبة فرصة لتجديد الحب والولاء لهذا الوطن الغالي ولقادته المخلصين ، ولأرفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وللشعب السعودي الوفي. *سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا