ثمة مفارقة وبون شاسع بين جميلات الماضي، ومتجملات الحاضر.. فأدوات الزينة أيام زمان وغيرها من أدوات تجميلية بسيطة تقوم بها المرأة بنفسها وفي بيتها الطيني آنذاك.. كي تتجمل لزوجها.. كانت تربطها النظافة والماء وأشياء طبيعية كالديرم والكحل والأصفر(سوانح الأسبوع الماضي) أما في الوقت الحاضر فالوضع تغير كثيراً.. فمن يتزينّ يقمن بذلك عند الخروج من المنزل فقط.. لكي يرينها الصديقات والداعيات والمدعوات إلا الزوج.. وأول شيء تعمله المرأة عند عودتها لمنزلها (حتى لو كان الزوج موجوداً) هو إزالة المكياج وتغيير ملابس السهرة أو الحفلة.. فأول وآخر مرة يرى الزوج زوجته (متزينه ومتشيكة) له فقط هي ليلة الزواج أو الدخلة.. ماعلينا وأدخل في صلب الموضوع (كوفيره دلفري) فما تتزين به النساء (هذه الأيام) قد يكون مصدراً لأمراض لم تكن تعرفها جداتنا وأمهاتنا.. فالنساء والشابات أصبحن يذهبن للكوافيرة التي انتشرت بكثرة في مدننا الكبيرة بالذات.. وفي بعض الأحيان تأتي (كوافيرة دلفري) لمنزل من يطلبها وهي تحمل (شنطة) أدوات التجميل من أمشاط ومقصات و(سيشوار) وكل هذه الأشياء (تظف) الكثير من البكتيريا والجراثيم وحتى القمل (والصيبان) أثناء السشورة والبودي كير والمناكير.. إن كانت نظافة الكوافيرة (لك عليها) حيث تتعامل الكوافيرة مع شعر المرأة وأظافرها وهي أماكن تواجد وتكاثر ما ذكر أعلاه.. ويقابل الكوافيرة للنساء الحلاق للرجال.. وفي نظري أن عمل الحلاق لدينا أُخذت فيه الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتقال العدوى بين الزبائن.. ولننظر (مثلاً) إلى كل حلاق رجالي.. ففي مكان غير بعيد عن الزبون يكون هناك صندوق (يشبه المايكرويف) مشبوك بفيش الكهرب مكتوب عليه (ستيريل أوستيراليزيشن) أي تعقيم يُخرج الحلاق أدوات الحلاقة منه بما في ذلك موسى الحلاقة (ديسبوسبل) الذي يستعمل لمرة واحدة فقط ويُرمى منعاً لانتقال العدوى بين الزبائن.. وهو مجهود تُشكر عليه أمانة مدينة الرياض.. فماذا عن الكوافيرات اللاتي يذهب إليهن نساؤنا وبناتنا أو يأتين إلى منازلنا وهن فلبينيات الجنسية (في الغالب) ويحملن (شنطة العدة) وأنا شخصيا اجتهدت في إحدى المرات وسألت إحدى الكوافيرات ففهمت منها أنها وغيرها كثير يأتين تحت اسم أو كفالة (أصحاب المشاغل النسائية) وحاولت التقصي لمعرفة مدى نظامية عمل الكوافيرات لدينا.. وهل يحملن شهادات صحية ويُطبق عليهن (على الأقل) ما يُطبق على حلاقي الرجال.. من إجراءات وقائية ونحو ذلك فلم أستطع معرفة أي شيء عن الكوافيره دلفري.. وفي الختام أنصح كل من يتعامل مع محلات الكوافيرات أو (كوافيره دلفري) بأن يستعملن أغراضهن الشخصية والخاصة من مقصات وأمشاط (وسيشوار).. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.