اتسع في الآونة الأخيرة نشاط الكوافيرات المتجولات بدون تراخيص، وترويجهن لكريمات ذات أسماء براقة يزعمن أنهن قمن بخلطها من أعشاب طبيعية ولها مفعولها السحري، ويعرضن هذه الكريمات بأسعار خيالية، ورغم ارتفاع سعر هذه الكريمات فإنها تجد رواجاً كبيراً بين النساء اللواتي يجهلن مصدرها، هذا غير كشفهن لأسرار البيوت، وبعضهن قد يكون لهن أعمال مشبوهه كالسحر والشعوذة!. ورغم التنبيه الدائم من قبل البلديات بعدم السماح لأي كوافيره بالعمل بدون ترخيص، سواء داخل المحلات أو في المنازل، إلا أن كثيراً من السيدات العاملات في تلك المهنة يفضلن العمل بعيدا عن أعين الرقابة، بممارسة نشاطهن في المنازل فيما يعرف بظاهرة "الكوافيرات المتجولات" مستغلين زيادة الطلب في المواسم والأعياد. ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل تطور إلى قيام بعض النساء باستضافة كوافيرات متجولات في منازلهن، هؤلاء الكوافيرات يتجولن على المنازل حاملات أدواتهن، وتتناقل النساء أرقامهن كدعاية مجانية لهن، وفي هذا التحقيق سنطرح بعض التجارب المؤلمة التي كانت نتيجة استخدام كريمات وزيوت اتخذتها النساء لجمالهن فكانت وبالاً عليهن وكانت الكوافيرات المتجولات هن من وصفنها لهن. ضحية وصفات! منى الحارثي تؤكد على أن ما يتم استخدامه من كريمات وزيوت للشعر يؤدي في غالب الأحيان إلى بثور في الوجه وتشققات في باطن اليدين، وحكة تؤدي إلى ظهور قشرة وتساقط الشعر، مشيرة إلى أنها إحدى الضحايا التي كلفها استخدام الزيوت والكريمات التي تباع عن طريق الكوافيرات المال الكثير، مما اضطرها إلى البحث عن علاج يعيد لها بشرتها الطبيعية. مواد مسرطنة! أما هيفاء الضامن فتشير إلى وجود الكثير من المزينات والكوافيرات اللآتي أصبحن ينافسن الصالونات النسائية ومراكز التجميل في المناسبات العامة وأفراح الزواج والأعياد؛ خاصة مع ما جبلت عليه النساء من حبهن للزينة والجمال وبرزن في الآونة الأخيرة متنقلات من منزل إلى آخر وبأسعار تتنافس مع الصالونات النسائية، وتتراوح بين 150 و300 ريال لمختلف الخدمات التي تشمل الحناء وتشكيلات التسريحات ووضع الماكياج. وتقول عن أسعار الزيوت والكريمات التي تدخل فيها عوامل الزينة عند النساء: "إن أسعارها تتفاوت ما بين 300 و500 ريال"، موضحة أن غالبية الكريمات والزيوت والأدوية الشعبية التي لا تحمل شهادات المنشأ ولم تخضع لاختبارات مخبرية، تشكل خطراً على صحة مستخدمها. شعوذة ودجل! وتقول عفاف مانع لقد اكتشفت أثناء حديثي مع الكوافيرة التي حضرت لي أنها تتقن أعمالاً أخرى وهي الشعوذة، وذلك عندما تحدثت لها عن أن زوجي متزوج بأخرى فقالت عندي طرق تجعل زوجك لا يرى ولا يفكر بأحد غيرك؛ ثم بدأت تتحدث عن العطف وسقاية الزوج وأشياء غريبة بعدها قاطعتها وأخبرت كافة الزميلات لأخذ الحذر منها!. تفاعلات كيميائية وتؤكد خولة ناصر أن العلاقة بين الكوافيرة المتجولة وزبونتها لا تقف عند حدود المكياج أو الصبغة؛ فهي تصل أحياناً إلي حد الاستعانة بخبرة إحداهما لحل مشاكل الأخرى في الحياة اليومية، وقد تمتد لكسب ثقة الزبونة لاستغلالها مادياً إما بحجة المشاركة بمشروع تجاري أو عن طريق بيع المنتجات التجميلية أو الخلطات التي عادة تكون عبارة التجربة خير برهان فيما بينهما عبارة ترددها الكوافيرة للزبونة المترددة في استخدام مستحضرات تم إعدادها بدون اشراف طبى. كريمات خطيرة جداً من جانب آخر أوضحت د.هيا الجوهر رئيسة قسم الأجهزة والدراسات في المختبر المركزي للأدوية أن كريمات التبييض وكريمات العناية بالبشرة؛ غالباً ما تكون مجموعة خلطات يسميها أصحابها الخلطة السحرية أو الخلطة الكريستال، وهي مجموعة خلطات كبيرة وغالباً ما يكتب عليها أنها محضرة من الأعشاب وخالية من المواد الكيماوية؛ وهي في الحقيقة مكونة من مجموعة كريمات تراوح بين خمسة وسبعة كريمات يشتريها بعضهم من محلات العطارة أو محلات "أبو ريالين" ويخلطونها وهذا الخلط لمواد كيماوية خطير جداً، حيث إن غالب من يخلط هذه المواد ليس لديه خبرة في خلط المواد الكيماوية وبعض النساء يقمن بخلط هذه المواد في منازلهن ويسمين خلطتهن باسم مبهر ويبعنها بأعلى الأسعار، ولدينا في المختبر بعض الكريمات لم يمر على بعضها أسبوع وبعضها الآخر شهر واحد وبدأت مكوناتها تنفصل عن بعضها وأحيانا نفتح العبوة لأول مرة فنفاجأ بوجود شعر لأنها مخلوطة في المنازل، والأدهى أن في شرائها صرفا لمبالغ طائلة على أشياء لا فائدة منها.وقالت هذه المواد نجدها بكثرة في بعض مواد التجميل، ومن ذلك الزئبق وهو "سم" بحد ذاته يمتصه الجسم عن طريق الجلد ويمتد أثره حتى على الأجنة والمخ ومن الممكن أن يدمر خلايا المناعة، وقد يسبب أمراض فقدان الذاكرة والأرق والرعشة والشلل، وهناك "الهيدروكورتيزون" الذي يتميز بمفعوله السريع والسحري لكن المفروض أن يستخدم تحت إشراف طبي، والأثر السيئ له أنه يجعل الجلد رقيقا على المدى البعيد، وله تأثير خطير على الكلى. محلات أبوريالين خطيرة! وترى الدكتورة الجوهر أن من المؤسف أن الكريمات المحتوية على هذه المعادن والمواد الضارة منتشرة في محلات العطارة ومحلات "أبو ريالين"، وهذه كريمات تحتوي على الكورتيزون بنسب مختلفة وتنتشر هذه الكريمات مع أنها مستحضرات طبية توصف من قبل الأطباء وتصرف عن طريق الصيادلة وترى أنه من المفروض أن تقنن وأن تكون هناك رقابة صارمة ومنع لكل مستحضر طبي يباع في هذه المحلات. وتضيف الجوهر: للأسف لا يوجد لدى المواطنين الوعي الكافي لمعرفة النافع والضار، فالمفروض ألا يأخذ المواطن النصائح إلا من جهات لديها الخبرة والعلم بهذه الأمور. وعن "الكوافيرات الجائلات" تقول الدكتورة هيا: يجب الحذر عند التعامل مع المختصات بالتجميل فكثير منهن قدمن من بعض الدول العربية التي لها اسم رنان في عالم التجميل وتدربن فيها لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم تأتي إلى المملكة وهي تزعم أنها خبيرة تجميل، وللأسف كثير من النساء يصدقنها ويدفعن لها المبالغ الطائلة .وتقترح الدكتورة الجوهر في ظل عدم وجود رقابة على المواد التجميلية في المشاغل النسائية أن تكون هناك لجنة رقابية تجول على المشاغل لتفحص نوعيات الماكياج المستخدم وتاريخ صلاحيته .