كلمة ديرم مفردة لاتينية وانجليزية وبالفرنسي ديغم.. ويدور معناها حول الأدمة والجلد وطبقاته.. ومن هنا أتت تسمية تخصص الأمراض الجلدية (ديرما تولوجي) تخصص الزميل والصديق العزيز عبدالعزيز السدحان.. فكيف تم إطلاق تسمية ديرَم أو ديرمَه (ديغمه) على أداة التجميل القديمة لدى الأمهات والجدات لدينا.. وثمة حقيقة عن أدوات التجميل النسائية (أيام زمان) التي تكاد تنحصر في الكحل للعيون والديرَم أو الديرمَة للشفاه (البراطم) وأرى ان كلمة ديرم تتناسب مع كلمة براطم وكلمة روج (لب ستك) تناسب الشفاه.. ماعلينا.. والديرم عبارة عن لحاء يؤخذ من بعض الأشجار (مثل ليفة دلة القهوة العربية) ومن يستعملن الديرم تجدهن يقمن بلوك الديرم وتحريكه باليد اليمنى على الشفة السفلى.. وعندما تتوقف إحداهن عن (دق الديرمَه) تقوم بوضع الديرمه في صدرها.. وقد حدثني من أثق به (طبيب) قبل عدة سنين ان امرأة (كبيرة في السن) راجعته في العيادة تشتكي من بقعة في صدرها كالحرق لأنها نسيت أداة التجميل الديرَم في صدرها ونامت لتستيقظ وهي تشتكي من ألم وحكة في صدرها.. مايعني ان مفعول الديرم المباشر على الجلد كمفعول المادة الكاوية (أكا وستك) أما العطور أيام زمان فمن الذاكره هناك مايسمينه النساء آنذاك بالأصفر وهو طيب الرائحة (يستعمل مع المشاط) ويضعنه في مفرق رأس المرأة.. وهو الذي تعنيه خادمة وماشطة هيا (حبيبة محيسن) التي كانت تعتني بشعر وجدايل وذوايب هيا بقولها: أصفر مع أصفر ليت محسن يشوفه (كنت أظنها أصفرمع صفر) ويُروى ان امرأة (من الاولين) أكلت ثوماً وندمت خوفاً من زوجها.. فقامت بالتزين لزوجها ووضع الشمطري (وهو طيب الرائحة) علًَهُ يخفي رائحة الثوم.. واقتربت من زوجها تتودد إليه.. فقام بزجرها ونهرها والابتعاد عنها قائلاً ماينفع الشمطري مع الثوم.. والاولين (أيضاً) يصفون المرأة التي (تدق الديرمة) بأنها في منتهى الشياكة.. كالتي خرجت من منزلها ما أسميه هذه الأيام (كوفيره دلفري) بعد تجميلها من عناية بالشعر وبدي كير ومناكير أو التي أتت للتو من الكوفيرة.. وهناك بقية حديث عن انتشار ظاهرة (كوفيرة دلفري) مع مطاعم الدلفري لدينا هذه الأيام.. فإلى سوانح قادمة بإذن الله.