زاد دخول أحمد محتسب على خط الترشيحات لرئاسة نادي الاتحاد المشهد تعقيداً، فبعد أن كانت الأمور قبل أسابيع تصب في مصلحة اللواء محمد بن داخل الجهني الذي وجد نفسه فجأة المرشح الوحيد للجلوس على الكرسي الاتحادي الساخن، فاجأ الرئيس السابق منصور البلوي الجميع بإصراره على الترشح في حال فتحت أبواب الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة جديدا خلفاً؛ رغم كشفه عن اتصالات تلقاها تشير له بعدم رغبة المسؤولين في رعاية الشباب في ترشحه، إلا أنه بدا أكثر تحديا للأمر من ذي قبل حينما شدد على ذهابه نحو الترشح، طالما أن القرار لم يصدر عن الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل مكتوباً، موضحاً أنه لن يقف مكتوف اليدين، وفي حال لم يقدم أوراق ترشيحه فلن يكون لذلك معنى سوى انه قد منع رسمياً من ذلك. وليس بخافٍ على أحد ما يتمتع به البلوي من شعبية بين الجماهير الاتحادية التي ترى فيه القادر الأوحد على وضع "العميد" في المكان الذي يليق به، يضاعف من ذلك قدرة البلوي الفائقة في اللعب على أوتار مشاعر الجماهير الاتحادية، إن بفرقعاته الإعلامية التي غالباً ما تترك صدى واسعاً في الساحة الرياضية، أو بوعوده التي يتحقق منها القليل ويتبخر منها كثير. بيد أن تلك الرغبة الجماهيرية تصطدم بحاجز قوي يتمثل في عدم قدرة البلوي على إقناع كبار شرفيي النادي بأنه الشخص المناسب في المكان المناسب، إذ ينقسمون عليه، بل إن أصحاب الصوت المؤثر لا يرونه كذلك، وقد كانوا ومازالوا سبباً في عرقلة مساعيه نحو العودة لكرسيه الذي فقده نهاية العام 2007 بعد الأحداث التي هزت الوسط الرياضي على خلفية إفساد صفقة الهلال في التعاقد مع السيراليوني محمد كالون. ويزداد الأمر تعقيداً لكون البلوي الذي رفع راية التحدي في العودة لرئاسة الاتحاد هو أول المبادرين لمباركة تكليف محتسب لرئاسة النادي، وهو ما جعل بعضهم يعيد قراءة المشهد من جديد باعتبار أن البلوي الرافض لمبدأ التكليف هو نفسه من سبق الجميع لمد يد التبريكات والدعم لمحتسب، وهو ما قد يفسر على أن الأمر لا يعدو سببين؛ الأول أن البلوي قد فقد كل الآمال في العودة للرئاسة، وأن ثمة قرار واضح بعدم قبول ترشيحه وأن الاتصال الذي كشف عن تلقيه إياه قد تحول إلى قرار نافذ، والثاني أن البلوي أسقط في يده، ولم يعد له من خيار في الأمر سوى إعادة ترتيب المشهد على طريقته الخاصة، وذلك بدعم تسمية محتسب رئيساً للنادي وهو ما أعلنه صراحة؛ باعتبار أن تسلم محتسب للرئاسة قد يسمح له بتحريك خيوط اللعبة، وإن كان من خارج المسرح الرسمي، وذلك للعلاقة الخاصة التي تربط الرجلين، وهي التي عبرّ عنها البلوي صراحة، وهو ما لن يكون مع اللواء الجهني الذي يتمتع بشخصية قادرة على منع أي تدخلات خارجية؛ فضلاً عن أن ابن داخل ينسجم بوضوح مع شخصيات شرفية تقف موقف الند من البلوي، وهو ما سيمنع أي محاولات منه للتدخل إن بطريقة أو بأخرى. وإذا كانت كرة الرئاسة حتى اللحظة في منتصف الملعب الاتحادي وإن تقاذفها غير لاعب، إلا أن أخذها باتجاه الهدف من قبل أي منهم لن يكون إلا بمصادقة عبدالمحسن آل الشيخ العضو الداعم في النادي "العميد"، وهو الذي عرف عنه بأنه يقف على مسافة واحدة من كل الاتحاديين؛ لكنه يصطف في نهاية المطاف مع ما يجمع عليه الاتحاديون، وما يراه في صالح النادي، وهو ما يجعل الأمور في غاية الضبابية حتى اللحظة إذ لم يعرف حتى الآن موقف الرجل النهائي من الرئيس المقبل أكان منتخباً أو مكلفاً، رغم ما يتم تسريبه من جهة أو أخرى؛ خصوصاً وأن تلك التسريبات تناقض بعضها، وهو ما يزيد المشهد الاتحادي تعقيداً أكثر.