وصل ضيوف الرحمن إلى مكةالمكرمة ملبين ومهللين، تاركين الأهل والمال، لسان حالهم يقول كلمة واحدة (لبيك اللهم لبيك)، وبين الحلم الذي راود الحجاج والحقيقة التي يعيشونها، التقت "الرياض" بعدد من الحجاج القادمين من الجمهورية التركية؛ لتتعرف على مشاعرهم، وهل ثمة صعوبات واجهتهم وكيف أمكنهم تجاوزها؟ بداية يقول "رحيم بلوط": -البالغ من العمر(85) عاماً- لقد منَّ الله عليَّ بزيارة مكةالمكرمة من قبل لأداء فريضة الحج، وبين زيارة سابقة كانت قبل سنوات قلائل وزيارة حالية، وجدتُ من الفروقات الكثير؛ بدءاً من محطة الوصول في مطارالملك عبدالعزيزالدولي بجدة، مروراً بمدينة الحجاج حتى وصولنا إلى مكةالمكرمة بحافلات جيدة ونظيفة، ويضيف: وفي الطريق من السكن إلى المسجد الحرام توقفت كثيراً متأملاً حركة العمران الذي تشهده مكةالمكرمة، والحقيقة أنّ هذه الحركة العمرانية أذهلتني كثيراً خاصة توسعة المسجد الحرام، والتي أكدت على أن المملكة مهتمة كثيراً ببيت الله الحرام. ممدوح أوصال أما الحاج "نظام الدين برجيني" -يؤدي فريضة الحج لأول مرة- فيقول: كثيرة هي المشاهد الإيمانية التي جذبتني، لكن الأجمل والأروع هو توسعة الحرم المكي الشريف، والذي يؤكد اهتمام المملكة بقيادة الملك عبدالله ببيت الله الحرام، ومثل هذه العمل يعتبر خدمة عظيمة للحجاج والمعتمرين فهم سيؤدون صلاتهم داخل أروقة المسجد الحرام وساحاته، ومن الصور الجميلة التي جذبتني توفر مياه زمزم داخل المسجد الحرام ببرادات نظيفة وعملية سقاية عالية المستوى. نظام الدين برجيني وإن كان هناك من أدى الفريضة لأول مرة، وآخر جاء قبل سنوات قلائل، فإن "ممدوح أو صال" الذي قصد البيت الحرام ملبياً في سنوات متفاوتة، يرى أنّ ماشاهده خلال الفترات الماضية ومارأته عيناه خلال الفترة الحالية يعد نقلة كبرى لخدمة المسلمين جميعاً، مضيفاً: كنا في السابق نرى ازدحاما شديدا حول المسجد الحرام أثناء خروج المصلين وتزاحمهم بين السيارات مما يسبب إرباكاً لحركة السيارات والمشاة، في حين الآن لاتوجد مثل هذه المناظر التي كانت تؤرقنا منذ سنوات قلائل مضت. سارة توتج غير أنّ الحاج "محمد دبا" لفت أنظارنا إليه عندما سألناه عن عمره فرد قائلاً: أتظن أنني كبير السن ببياض الشعر إن كنت تظن ذلك فأقول لك: أنت على خطأ، فأنا لازلت شاباً رغم أن عمري وصل إلى (85) سنة، وسبب عودتي للشباب أنني أؤدي فريضة الحج لأول مرة وأزور مكةالمكرمة فالحج أعادني لريعان الشباب مجدداً، ففي الطواف والسعي أحسست حينها أنني شاب في سن لم يتجاوز العشرين عاما، فالحج نشاط وحيوية وسعادة لكل إنسان مسلم مشتاق لرؤية البيت الحرام والطواف حول الكعبة المشرفة. رحيم بلوط أما "سارة توتج" والبالغة من العمر(83) سنة -وتؤدي فريضة الحج لأول مرة- فتتوقف قائلة: ليست لدي كلمات أقولها ولا ابتسامات أنثرها، فدموعي التي خرجت من العين لحظة وصولي إلى مكةالمكرمة ونزولي من الحافلة، كانت تلك الدموع خير تعبير عن الفرحة التي سكنت قلبي، ووقتها تذكرت أبنائي وأحفادي وأفراد أسرتي وجيراني وتمنيت أن يكونوا معي ويعيشوا هذه اللحظة الجميلة التي ازددت إيمانا عند دخولي لبيت الله الحرام وطوافي حول الكعبة المشرفة.