حين نتابع تغيرات أسعار الذهب العالمية الآن نجد أن الأسعار التي وصل لها لم يسبق أن وصل لها مسبقا وهي تلامس الأن 1300 دولار، وهذا يدلل على متغيرات اقتصادية كبرى سنحاول ذكرها، الجانب الاخر هو الين الياباني الذي وصل لمستويات سعرية لم يصل لها منذ 15 سنة ، ووصل سعر الين إلى مستويات 85 ينا مقابل كل دولار، وهذا يعتبر سعرا كارثيا لليابانيين كمصدرين لا كسياح، حين نقارن بين هذا المعدن وهو الذهب والعملة وهو الين، سيتبين لدينا أنها مرآة لمتغيرات اقتصادية نعيشها اليوم، وهذا يرتبط أيضا بحركة اليورو وأيضا الجنية الاسترليني، ولكن المربع بين الذهب والدولار والين واليورو وأضيف له أيضا "اليوان" الصيني، يمكن لنا حين نحلل ما يحدث بينها من متغيرات وتقلبات سعرية أي اقتصاد عالمي نعيش، وغير ذلك كل هذا العالم يسبح في فلكه مع ارتباط مباشر وهام بين الدولار والنفط وليس أي نفط بل خصوصا "ويست تكساس" الذي هو مقياس وترمومتر الدخل القوي للمملكة، حين نحلل أسباب ارتفاع الذهب فهو انعاكس للاقتصاد العالمي أن هناك عدم اطمئنان من الأسواق الدولية وبورصاتها، وأيضا تقلبات أقتصادية غير واثقة من النمو الاقتصادي خاصة مع ارتفاع العجز للميزان الأمريكي وأيضا والأهم ضعف الدولار الأمريكي الذي هو مرتبط بعلاقة عكسية مع الذهب، باعتبار الدولار مخزن العملة الآمنة وقت قوتها والذهب أيضا مصدر الأمان وقت الأزمات، ما يحدث للذهب من ارتفاع يعكس حالة القلق من الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني حتى اليوم من ضعف الدولار الذي هو يخدم المصدر الأمريكي ولكن ظلت حتى اليوم غير مساهمة بحلول اقتصادية كافية لتقليص البطالة أو تحقيق نمو في الاقتصاد الأمريكي تحديدا. والتوقعات تشير إلى أن الذهب سيواصل ارتفاعة كما يحدد ذلك محللون اقتصاديون وقد يلامس 2000 دولار للمرحلة المقبلة، وهي تعكس هروب الأموال والاستثمارات للذهب كملجأ آمن لها، حتى تتضح صورة الأسواق الدولية والتحسن الاقتصادي وارتفاع النفط يعكس حالة ضعف الدولار وليست شرطا أنها ارتفاع في الطلب كما يتوقع الكثير. حين نتابع حركة الين الياباني، الذي يرتفع سعريا مع كل انخفاض للدولار ألزم البنك المركزي الياباني على ضخ "الين" بالبيع بالسوق بما يعادل 19.96 – 24.31 مليار دولار، لكي تجبر الأسواق على خفض الين وتوفيره بالأسواق لكي يتراجع سعريا، باعتبار أن الارتفاع هو مضر جدا للاقتصاد الياباني الذي يعتمد على التصدير وهي الدولة الصناعية الثانية عالميا. وهذا أيضا يعكس حالة ضعف الدولار وأيضا صعوبة إيجاد حلول كبرى لهذا التأزيم الاقتصادي الذي نعيشة عالميا، فتضخم الأسعار للذهب وضعف الدولار يرفع النفط والين وحتى اليورو، فهل نحن نشهد حرب عملات ومعادن؟ أم هي انعكاس للاقتصاد العالمي الذي يفسر الشيء الكثير منه تبعا لهذة المتغيرات، أفضل الخيارات برأيي تراجع الذهب يعني خفض المخاطر وثقة أكثر بالأسواق والاقتصاديات ليعود لمستويات تقارب 800 دولار للأوقية أو نحو ذلك، وأيضا ارتفاع الدولار لكي يكون الين يلامس مستويات 105-110 مقابل الدولار، وأيضا زيادة الصادرات الأمريكية عوضاً عن نمو الواردات الأمريكية التي أنهكها الخفض القسري "لليوان" الصيني، فمن سينتصر في النهاية؟