الذهب والدولار والنفط والديون والتضخم ...والتوازنات هذه الأسماء أصبحت هي نجوم الحدث العالمي اقتصاديا ويمكن ان نقول ايضا السياسية ، اصبح الذهب الان قريبا ويلامس مستويات 2000 دولار للأونصة واكثر سؤال يومي يأتي هل سيستمر ارتفاع الذهب ؟ هل السعر مستحق ؟ اين سيتوقف ؟ والاخر الدولار وأثره على القوة الشرائية بحكم ربط الريال به ،فكل ضعف وتراجع بالدولار هو ارتفاع بتكلفة الواردات بلا توقف ، ويأتي أيضا سؤال ملح لماذا لا نرفع سعر الدولار ؟ لماذا نرتبط بالدولار ولا يكون هناك سلة عملات ، حتى ان البعض يسأل ما المانع ببيع النفط بالريال أو عملات أخرى عالمية ؟ والنفط امامنا مصاعب كبيرة من حيث توقعات ضعف النمو الاقتصادي العالمي والتوجه نحو « ركود « اقتصادي مما يعني تراجع الطلب على النفط وبالتالي اسعاره ، وهذا ما سيلقي بظلاله لدينا ، اما الديون فيقصد بها الدين الامريكي والديون الاوربية فأصبح العالم كل مدينا بارقام تفوق الناتج القومي لها ، والسؤال المهم من الدائن إذا كان الجميع مدينا ؟ وهنا « لب « مشكلة العالم ببساطة انك تقرض ما ليس لديك او ملكك والتفصيل يطول ، اما الاصعب الآن هو « التضخم « فرغم ان العالم يعاني ركودا او دخل في الركود ، وضعف النمو الاقتصادي ، وتدني سعر الفائدة الى الصفر مع ذلك لم يحفز الاقتصاد الى الان لتحقيق النمو المتوقع او المحفز للاقتصاد الان . من خلال دارسة العلاقة بين هذه المتغيرات « الذهب والدولار والنفط والديون والتضخم « يمكن تفسير كثير من المتغيرات الاقتصادية واين يتجه الاقتصاد كمؤشرات لا كحكم نهائي ، فقد اصبح الذهب هو انعكاس للأزمة المالية العالمية وكأنه يقول ان مع كل ارتفاع فالازمة المالية تشتد وتسوء وهذا ما يحدث فعلا ، فهو لا يعني ان القيمة التي وصل لها مستحقة بقدر انها تعكس وضعا اقتصاديا صعبا جدا ، فلا يحدث ان يرتفع الذهب في حال الرخاء والنمو الاقتصادي فهو يعتبر ملاذا امنا للكثير في الاسواق الدولية من المستثمرين ، وحين يستمر ضعف الدولار فكل الدول التي تربط صرفها به ستعاني التضخم لأن الضعف يعني ارتفاعا للعملات الاخرى وضعف القوة الشرائية لها وبالتالي ستضطر للدفع اكثر لمجرد فارق العملة ، وهذا ما ينهك ميزانيات الدول والافراد في دخولهم ويفيد الدولار والاقتصاد الامريكي باعتبار رخص الدولار ويصبح تفضليا للتصدير كأسعار باعتبار رخص الدولار وهذا ما يضع الصينيين والاوربيين واليابانيين والسويسريين والبريطانيين يدافعون عن ارتفاع عملاتهم بدعم الدولار من خلال شرائه لتبقى عملاتهم مقبولة وغير متضخمة لكي تشجع على التصدير لسلعهم ومنتجاتهم ، والمعادلة صعبة التوازن عالميا وهذا ما يمكن الوصول له في النهاية فلا يمكن ايجاد ذهب منخفض ودولار قوي ، او اسعار نفط مرتفعة وركود اقتصادي ، او دولار قوي وعملات اوروبية ايضا قوية ، او ان تنتهي الديون الامريكية او الاوروبية وعملات دولهم قوية او سعر فائدة صفر وذهب منخفض ودولار قوي ، وغيرها ، حين تتحقق التوازنات للاسعار للعملات والسلع فهذا يعني ان الاقتصاد بدأ يأخذ المسار الصحيح ولكن كل ذلك الان مؤجل في ظل هذا التباين والتضخم السعري للسلع والتقلبات للعملات ، فلا توازنات باقتصاديات ضعيفة ومنهكة .