أظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة السودانية تقدم الرئيس الحالي عمر البشير مرشح حزب المؤتمر الوطني بفارق كبير على منافسيه. وبين فرز للأصوات في ضاحية شمبات شمالي الخرطوم ان البشير نال عدد 2025 صوتا من جملة عدد أصوات المنطقة البالغ عددها 2844 صوتا. ونال مرشح الحزب الاتحادي الأصل حاتم السر 123 صوتا وعبدالله دنيق نيال عن حزب المؤتمر الشعبي 59 صوتا وياسر عرمان عن الحركة الشعبية 6 أصوات والمرشح المستقل كامل إدريس 29 صوتا والصادق المهدي عن حزب الأمة القومي 3 أصوات ومبارك الفاضل حزب الأمة الإصلاح والتجديد صوتا. وفي المركز رقم تسعة بمنطقة الكلاكلة جنوبي العاصمة نال البشير 761 صوتا من جملة 839 صوتا. كما أظهرت نتائج فرز للأصوات في مراكز الاقتراع خارج السودان اكتساح البشير أيضا للانتخابات بفارق كبير عن بقية مرشحي الرئاسة. وصوت السودانيون بالخارج على المستوى الرئاسي فقط. ونال البشير في الولاياتالمتحدة الأميركية 117 صوتاً من مجموع 170، وفي كندا نال 19 صوتاً من جملة 38، بينما حاز في بريطانيا على 369 صوتاً من مجموع 464. وحقق البشير نسبة 86,5% في نتيجة الفرز التي أعلنت في دولة الإمارات العربية محققاً 4826 صوتاً مقابل 574 حصل عليها بقية المرشحين. وفي مصر حصل البشير على 2616 صوتا من جملة 2955 بنسبة 88,6% لصالح الرئيس. ونال في الكويت 484 صوتاً مقابل 55 لبقية المرشحين. واكتسح البشير أيضا مراكز الاقتراع بماليزيا محققاً 299 صوتاً مقابل 48 لبقية المرشحين، كما تحصل في برلين على 73 صوتاً من جملة 84 وفي بروكسل على 117 من جملة 144. إلى ذلك، اعتبر الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم امس ان "القسم الاكبر" من المجتمع الدولي سيعترف بنتائج الانتخابات السودانية التعددية الاولى منذ ربع قرن، حتى وان كانت غير متماشية مع المعايير الدولية. وقال كارتر "اعتقد ان القسم الاكبر من المجتمع الدولي ممثلا بحكومات الدول الاعضاء، سيقبل النتائج" ولكن قرار قبول او عدم قبول نتائج الانتخابات "يعود الى كل بلد" على حدة. وأضاف "من الواضح ان هذه الانتخابات لا ترقى الى مستوى المعايير الدولية". وجاء في بيان اصدرته مؤسسة كارتر انه "للاسف كانت هناك قيود على العديد من الحقوق السياسية والحريات خلال القسم الاكبر من هذه الفترة، ما اشاع حالة من انعدام الثقة لدى الاحزاب السياسية". واضاف البيان ان المؤسسة "سجلت العديد من الاخطاء واستنتجت ان العملية لا ترقى الى مستوى التزامات السودان والمعايير الدولية ذات الصلة". واعتبرت المؤسسة ان الانتخابات "كان ينقصها الضمانات والشفافية الضرورية للتحقق من (تنفيذ) الخطوات الرئيسية وارساء شعور بالامان والثقة في العملية". من جهتها رأت رئيسة المراقبين الاوروبيين فيرونيك دي كيسير ان الانتخابات السودانية "لا ترقى للمعايير الدولية" لكنها تمهد من اجل احلال الديمقراطية في البلاد. أحد العاملين في مفوضية الانتخابات السودانية يطلع أحد وكلاء الأحزاب على نتائج الاقتراع في الخرطوم (رويترز) وقالت دي كيسير خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم "هذه الانتخابات لم ترق الى مستوى المعايير الدولية، ليس بعد". واضافت ان الانتخابات "واجهت صعوبات في مطابقة المعايير الدولية" لانتخابات ديمقراطية. وتابعت "لم تكن مطابقة لها كلها وانما لبعض منها. الخطوة التي انجزت هي خطوة حاسمة من اجل مواصلة تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وهذا يعني مواصلة عملية السلام". واضافت "انها اجواء فريدة من نوعها انها خطوة كبيرة تمهد لاجواء ديمقراطية في السودان". واعتبرت ان وجود مراقبين محليين خلال الانتخابات دليل على الرغبة في تحقيق "تحول ديمقراطي" في السودان. واضافت ان نسبة المشاركة في الانتخابات التي استمرت من الاحد الى الخميس "كانت مرتفعة جدا، 60%، لكن مع بعض العيوب"، مشيرة الى تسجيل "تجاوزات اكبر في الجنوب منه في الشمال". وشابت الانتخابات مشكلات ادارية ولوجستية في اليومين الاولين. وافادت تقارير لمنظمات محلية عن عدم ثبات الحبر الذي قد يتيح للناخب الادلاء بصوته اكثر من مرة، وذكرت تقارير من الجنوب تجاوزات تتعلق بالسماح لاطفال بالتصويت.