وجّه الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، رسالة إلى العالم الإسلامي بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف اليوم الثامن من شهر سبتمبر ، دعا فيها إلى اعتماد سياسات جديدة ومتطورة في مجال محو الأمية، تقوم على تضافر الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات والجمعيات الأهلية، بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات الاختصاص. وقال إن الخطط والبرامج التي تعتمدها دول العالم الإسلامي لمحاربة الأمية، لم تحقق بالقدر الكافي الأهدافَ المتوخاة منها، على الوجه الذي يقضي على الأمية في المجتمعات الإسلامية كافة. وشدّد على ضرورة مراجعة هذه الخطط والبرامج على ضوء التجارب الناجحة التي أوصلت عدداً من الدول النامية في آسيا وأمريكا اللاتينية، إلى حصر الأمية في أضيق الحدود إن لم يكن القضاء عليها نهائياً. وأكد د. التويجري في رسالته على ضرورة إدراج محو الأمية ضمن أولويات السياسات الوطنية لكل دولة من دول العالم الإسلامي، حتى يكون ركناً ثابتاً في البرنامج الحكومي، يحظى بالأولوية وتعتمد له الموارد المالية من موازنة الدولة، ومن تبرعات الأشخاص والمؤسسات، ومن أموال الزكاة ومن مصارف الأوقاف، ومن مداخيل المباريات الرياضية والسهرات الفنية والأنشطة الثقافية والمعارض التجارية، ومن غيرها من مصادر جلب الأموال للإنفاق على برامج محو الأمية، وفق خطة مركزية تخضع للرقابة الحكومية ولرقابة اللجان المختصة في البرلمانات والمجالس المحلية. وحذر د. التويجري من أن تكون محاربة الأمية في العالم الإسلامي نشاطاً موسمياً أو برنامجاً ثانوياً أو مهمة عابرة أو عملاً احتفالياً، مؤكداً على ضرورة أن تحشد لهذا الهدف الاستراتيجي الوسائل والإمكانات والموارد كافة، وأن يتجند المجتمع بجميع فئاته ومستوياته، للدفع بالجهود المبذولة في هذا المجال إلى أبعد المدى، بحيث تتسابق المدن والقرى والمناطق إلى الإعلان عن تحررها الكامل من آفة الأمية. وأعلن أن الايسيسكو تخصّص جوائز للمدن والقرى والمناطق التي تعلن عن القضاء على الأمية فيها. وأشار في رسالته إلى ان محو الأمية في العالم الإسلامي واجب ديني وضرورة اقتصادية وأمانة أخلاقية ومسؤولية سياسية يتحمّلها الجميع، وليست الحكومات فحسب. وناشد الدولَ الأعضاء كافة (50 دولة) المبادرةَ السريعة للرفع من سقف الموارد المخصصة لبرامج محو الأمية، ومن حجم الاهتمام الذي توليه لهذه المسألة، موضحاً أن المستوى الحالي للأمية في العالم الإسلامي يشكل وضعاً مقلقاً يدق ناقوس الخطر، باعتبار أن جهود التنمية الشاملة المستدامة تتراجع وتفقد مردوديتها، إذا استمرت الأمية في الانتشار بدلاً عن أن تتلاشى. كما أعلن المدير العام للايسيسكو في رسالته إلى العالم الإسلامي أن المنظمة ستواصل تنفيذ برامجها الخاصة بمحو الأمية ضمن خطة العمل الثلاثية للسنوات (2010-2012) التي اعتمدها المؤتمر العام العاشر للإيسيسكو، باعتبارها الجهة المختصة ضمن منظومة العمل الإسلامي المشترك في المجالات التربوية للإسهام في إنجاح جهود الدول الأعضاء في محاربة الأمية ودعم قدرات الدول الأعضاء في هذا المجال الحيوي. وختم بالقول : "إن الأمية الأبجدية والرقمية قضية على قدر كبير من الأهمية تستحق أن تدرج ضمن القضايا المصيرية التي ينبغي أن تحظى بالاهتمام من الجميع".