شهدت العديد من المدن اليمنية أمس الذي يصادف الذكرى الخامسة عشرة للحرب الأهلية مسيرات وتظاهرات بعضها مؤيدة للوحدة دعت اليها السلطة وتظاهرات أخرى دعا اليها ما يسمى بالحراك الجنوبي الداعي الى الانفصال. وخرجت مسيرات مؤيدة للوحدة في كل من صنعاء والمحويت والحديدة وابين والمهرة حمل فيها المشاركون صور الرئيس علي عبدالله صالح وإعلام المؤتمر الحاكم ونددوا بدعاة الانفصال والتفرقة فيما نجحت السلطة بفعل السيطرة الأمنية المحكمة من منع مسيرة كبيرة كان دعا اليها الحراك الجنوبي في عدن، حيث فرضت السلطة منذ ثلاثة ايام وزادتها أمس الثلاثاء ما حال دون دخول عناصر الحراك الى المدينة. لكن مسيرات خرجت في ابين والضالع والحبيلين في لحج رفع فيها المتظاهرون إعلام جمهورية الجنوب سابقاً ورددوا شعارات تدعو للانفصال .وتضاربت الانباء حول سقوط قتلى، فبينما ذكرت مصادر صحافية معارضة عن وفاة المصاب وليد اليافعي متأثراً بجراح أصيب بها أثناء اقتحام قوات أمنية لأحد الفنادق التي كان ينزل فيها بهدف المشاركة في فعاليات الحراك، لكن السلطات الأمنية نفت وقوع سقوط قتيل. وذكرت مصادر محلية عن سقوط ثلاثة جرحى في مصادمات بين قوات الأمن وأنصار الحراك في الضالع هم شرطيان ومواطن. كما شهدت المدينة إطلاق كثيف للنيران من قبل قوات الأمن والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا طريق صنعاء - عدن لبعض الوقت. وقالت مصادر محلية إن الشرطة اعتقلت المئات من المتظاهرين في كافة مناطق الجنوب. وقال شهود عيان ان القوى الأمنية اوقفت امس مئات الاشخاص بينما كانوا يحاولون تنظيم تظاهرة في مدينة عدن الجنوبية في الذكرى الخامسة عشرة لنهاية الحرب الاهلية في البلاد. وأسفرت هذه التوقيفات عن مواجهات بين الشرطة والمدنيين ما ادى الى وقوع أربعة جرحى مدنيين في حيين من أحياء عدن حيث ساد التوتر. وكانت السلطات انتشرت بكثافة في عدن وحولها للحؤول دون حصول التظاهرة. وقالت مصادر صحافية معارضة ان أكثر من 250 معتقلاً تمكنوا من الفرار من أحد السجون التي نقلوا اليها في دار سعد بعدن أثناء مداهمتهم لإحدى البوابات خلال قيام الأمن بإنزال معتقلين جدد وهو ما لم يتم التأكد من صحته من مصادر مستقلة. وقال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي الحاكم الدكتور أحمد عبيد بن دغر إن فرض الاعتراف بما يسمى القضية والهوية الجنوبية يعد انقلابا كلياً على الوحدة والشعب والتاريخ محذراً أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من الوقوع في فخ المفردات الرمادية، وهو الفخ ذاته الذي يقود إلى فخ مؤازرة أعمال التخريب والتمرد في المحافظات الشمالية داعياً السياسيين والقوى الوطنية إلى ضرورة وضع فواصل واضحة لا تقبل الخلط والابتذال بين المطالبة بالحقوق والدعوة الى الانفصال.