العنوسة كلمة تطلق على الفتاة التي مر عليها سن الزواج ولم تتزوج، وإن كان هناك اختلاف كبير على تحديد (سن الزواج) حسب كل بيئة، وتستعمل للفتاة أكثر، لأن معاناتها معه أكبر ومشكلتها أعظم وأخطر. وتؤدي العنوسة عند الفتاة إلى الشعور بالارتباك وعدم الراحة في التعامل مع الآخرين، كما تصاب الفتاة بالقلق النفسي فكلما زاد عمرها دون زواج تبدأ في الشعور بالقلق والخوف من المجهول وما يأتي به الغد وتتقاذفها أسئلة لا تجد الإجابة عليها إضافة إلى أمراض نفسية كالاكتئاب والاستسلام للواقع ويسيطر عليهن إحساس بأنه ليس هناك أمل في المستقبل ولن يساعدهن أحد. أكدت إحصائيات صادرة عن وزارة التخطيط في المملكة، أن ظاهرة العنوسة امتدت لتشمل حوالي ثلث عدد الفتيات السعوديات اللاتي في سن الزواج. وأن عدد اللاتي تجاوزن سن ال 30 قد بلغ حوالي مليوني فتاة تقريبًا. أسباب العنوسة وتحولت العنوسة إلى ظاهرة مرعبة تشكل خطرا على المجتمع، ويعود هذا المرض لأسباب بعضها يتعلق بأولياء الأمور، من الآباء والأمهات، وبعضها بسبب الأبناء أنفسهم ومن ضمن الأسباب: ٭ أولاً: غلاء المهور، والمبالغة في الصداق، حتى صار الزواج عند البعض حدًّا لا يطاق إلا بجبال من الديون التي تثقل كاهل الزوج، إذ وصل الجشع ببعض الأولياء إلى أن يطلب مهرًا لا يستطيعه الرجل متوسط الدخل. ٭ ثانيا: ظاهرة التعليم وإتمام مراحل الدراسة: وهو من وجهة نظر المختصين سبب مشترك، فقد يكون مطلبًا للوالد من غير رغبة البنت، وأحيانًا يكون مطلبًا للبنت رغبة منها في تأمين مستقبلها كما يزعمون، أو حبًّا في الوظيفة والمكانة الاجتماعية، ويوافقها الأبوان على ذلك، والنتيجة في الحالتين واحدة، وهي انقضاء الأعمار، وانقطاع الخطاب والزوار، والقبوع عانسًا بين جدران الدار. ٭ ثالثا: الطمع في راتب البنت: فبعض الآباء يمنع بناته من الزواج لكونهن موظفات ولهن رواتب شهرية لا يريد أن يفقده. هذه الأسباب بالإضافة إلى بعض العادات والتقاليد السائدة داخل المجتمع السعودي وكذلك مبالغة الشباب في المواصفات المراد توفرها في شريكة حياتهم، كما أن بعضا من الآباء يفضلون بقاء بناتهم إلى جوارهم بغرض الخدمة المنزلية وهو ما يؤثر سلبا على مستقبل الفتاة إذا ما بلغت سن العنوسة. شروط الزواج عند الإناث الخطابة أم حمد والتي أبدت استغرابها من الشروط التي تضعها بعض الفتيات المقبلات على الزواج للقبول بشريك حياتهن، معتبرة أن ذلك ساهم في تخطي هؤلاء الفتيات سن الزواج وحملهن لفظ عانس «مما يجبرهن على التنازل عن كل الشروط عندما يتقدم بهن العمر». اما أم سعد خطابة أيضا فقالت إن زواج «العانسات» عادة ما يتم من أزواج عندهم زوجة أخرى أو رجل كبير في السن حيث تقل فرص زواجهن ممن هم في سنهن، أن الشباب يفضلون الاقتران بفتيات أصغر منهم عمرا لاعتبارات عدة. عندما طرحنا هذه المشكلة على الاستشاري في الطب النفسي الدكتور سعد الرميثي، لمعرفة آثار وأبعاد هذه الظاهرة أكد لنا بالقول: «إن تأخر الفتيات عن الزواج والمتمثلة يفقد الثقة بالنفس، حيث تبدأ الفتاة بطرح استفسارات على نفسها عن تأخرها في الزواج، وهل هي راجعة إلى شكلها أم سوء الحظ وبالتالي إحساسها باهتزاز الذات الذي ينعكس على شخصيتها ومن ثم النظرة السوداوية للحياة والميل للعزلة والانطواء والنفور من المجتمع، ويشير الدكتور الرميثي إلى أن العنوسة تؤدي إلى الانفعال الزائد وعدم القدرة على التحمل والغضب الدائم والدخول في جدل ونقاش ومشاجرات حادة مع أفراد الأسرة بسبب شعور الفتاة بأنهم السبب في تأخرها عن الزواج وبالتالي تميل للعدوانية والعناد وعدم الاكتراث بالآخرين.