ذكر تقرير اليوم الخميس أن مجلس الشورى السعودي يدرس حالياً ومن خلال لجنة خاصة تزويج السعوديين من غير السعوديات وتزويج السعوديات من غير السعوديين وذلك من خلال تخفيف القيود والشروط المفروضة على ذلك بهدف الحد من العنوسة في المملكة العربية السعودية. وتعاني السعودية من ظاهرة العنوسة، وكشفت دراسة في سبتمبر/أيلول الماضي أن عدد الفتيات العوانس في المملكة مرشح للتزايد من 1.5 مليون فتاة حالياً إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة. ووفقاً لصحيفة "سبق" السعودية الإلكترونية، أكد عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة بالمجلس الدكتور طلال بكري وجود ضوابط وتقنين لهذه الدراسة "فنحن في لجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس الشورى ندرس حالياً زواج السعوديين من غير السعوديات والسعوديات من غير السعوديين؛ لأن هناك سعوديات لا يردن الارتباط بسعوديين والعكس". موضوع مرتبط: إحصائية تعرف عمر العانس السعودية ب 32 عاماً موضوع مرتبط: سعوديات جامعيات يتحولن إلى خاطبات لتزويج أشقائهن موضوع مرتبط: سعوديات "ينتظرن" الرجل الثري رغم أنف العنوسة تتمة المقالة في الأسفل ↓ advertisement وأضاف "بكري" قوله إن "من أهداف هذه الدراسة تخفيف نسبة العنوسة في المملكة وإذا فتحنا المجال بشكل نظامي للجنسيين، فاعتقد أن هناك حالات زواج سوف تحدث ولدينا كثير من السعوديات يردن أن يتزوجن من غير سعوديين، إضافة إلى الحد من الطرق الملتوية التي يلجأ إليها بعض المواطنين للزواج من الخارج وينتج من ذلك الزواج أطفال أبرياء أيتام لا ذنب لهم ولا هوية ولا وطن". وبحسب صحيفة "سبق" الإلكترونية، أرجع "بكري" تزايد نسبة العنوسة إلى الانفجار السكاني الحاصل في المملكة الذي أتى دون تخطيط سليم "للأسف"، وأن قاعدة التكاثر والتناسل في المملكة "لم تبن على أسس صحيحة وما نتج عن زيادة في عدد سكان المملكة والعنوسة هي إحدى هذه النتائج، وعدد السكان غير الطبيعي سوف يولد عنوسة، إضافة إلى عدة أسباب تؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة منها غلاء المهور والانفتاح على العالم الآخر. ونفى رئيس قسم التربية بالجامعة الإسلامية وعضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة "أسرتي" علي الزهراني أن عدد العانسات في المملكة وصل إلى أكثر 5 ملايين، وقال إنه لا توجد أرقام وإحصاءات دقيقة للعنوسة والأرقام المنشورة التي تتداولها بعض الدراسات أو المواقع الإلكترونية أو الكتاب، فإنها تثير القلق والشك، فهي منذ العام 2002، تتكرر دون زيادة أو نقص وإذا كنا نريد أن نحدد رقماً تقريبياً حسب التعدد السكاني السابق، فيمكن أن يصل العدد إلى أكثر من 200 ألف عانس باعتبار أن العنوسة تبدأ من سن 30 فأكثر. وأضاف الزهراني "نظراً لتفاقم ظاهرة العنوسة في المجتمع وزيادة معدلاتها، فالواجب المبادرة إلى التركيز على هذا الموضوع وطرح الحلول العاجلة لمعالجة تأخر زواج الفتيات". وعن أسباب العنوسة قال الزهراني إن "أسباب العنوسة.. أبرزها: التغييرات التي طرأت على المجتمع، حيث تغيرت نظرة الفتاة للزوج فلم تعد تفكر في التدين أو القوة البدنية أو الشكل، بل أصحبت تبحث عن حياة مرهفة وهذا يصعب على الشباب أن يوفروه لزوجاتهم في ظل البطالة والغلاء وقلة الدخل وغلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الزواج وضعف متوسط دخل الفرد، وجشع وطمع بعض الآباء في رواتب بناتهم، حيث يرفض من يتقدم للزواج من ابنته لأنها موظفة وتدر عليه دخلاً شهرياً والبعض الآخر يرفض تزويج ابنته حرصاً على الممتلكات، وغياب دور الخاطبة مع عدم توفر الثقة فيها، وهناك أسباب مرتبطة بالفتاة نفسها". ووفقاً لصحيفة "سبق"، أكد الخبير الاقتصادي والناشط ومهتم بقضايا وشؤون المرأة سالم السالم أن الأرقام والإحصائيات التي نشاهدها في الصحف والمواقع الإلكترونية عن العنوسة في المملكة مفزعة وطالب بالتأكد منها لأنها "غير صحيحة" بحسب قوله. ولكن، استناداً إلى إحصاءات وزارة الخدمة الاجتماعية السعودية، فإن العنوسة في المملكة تجاوزت النسب الطبيعية، وقال الشيخ خالد الهميش المسؤول عن موقع "زواج" على شبكة الإنترنت في العام الماضي "لدينا مليون و800 ألف فتاة لم تتزوج.. وهن تجاوزن سن الثلاثين"، محذراً من خطورة هذا الوضع قائلاً، إنه "يجب معالجته". وفي سياق متصل، كانت إحصائية سعودية رسمية صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قد عرفت العانس بأنها "الفتاة التي تجاوزت 32 عاماً دون أن تتزوج". وفي العام 2009، طالب باحث اجتماعي سعودي بتدريس مهنة "الخطاب والخطابة" في الجامعات السعودية لمواجهة الارتفاعات المتزايدة لحالات العنوسة. وكانت بعض القبائل السعودية قد بدأت مؤخراً بوضع ضوابط ملزمة لتحديد مهور الزواج المرتفعة، والتي تشكل عائقاً أمام زواج الكثير من الشباب السعودي، الذين يحجمون عن فكرة الزواج لحين تدبر الأمر، ما يرفع عدد العوانس في بلد تحتل القبلية فيه مكانة رئيسية لدى أفرادها. وفي يونيو/حزيران 2010، انتشرت حملة غير رسمية بين الشباب السعودي عن طريق البريد الإلكتروني تحمل عنوان "العمل حق وليس مكرمة" يناشد فيها أصحابها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإيجاد حلول لمشكلاتهم، والتي يأتي "تأمين العمل" في مقدمتها، إذ تبلغ نسبة البطالة في السعودية أكبر مصدر للخام 10.5 بالمائة في العام 2009 ارتفاعاً من 10 في المائة قبل عام. بالإضافة إلى ظاهرة "العنوسة" في المجتمع السعودي، وقالت إحدى صور تلك الحملة، "إحصائيات: 2 مليون عانس. شباب وفتيات ضحايا العنوسة واتهامات للتعليم والتقاليد (والبطالة)".