خلافا للمعلومات السائدة لدى الباحثين ولتصريحات السياسيين فان ألمانيا كانت منذ منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي تمتلك 700قنبلة نووية متنوعة موزعة على مخازن سرية على امتداد أراضي جهورية ألمانيا الاتحادية أو ما عرف باسم ألمانياالغربية حتى توحيد الألمانيتين. الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي وضعت تحت تصرف ألمانيا هذا العدد من القنابل الفتاكة لاستخدامها في حال تعرضت أراضيها لعدوان خارجي، وذلك حسب ما جاء في تقرير نشرته المجلة الأسبوعية الإخبارية "فوكوس" نقلا عن الباحث والمؤرخ ديتلف بالد في ميونخ. وكشف التقرير أن الباحث الذي كان حتى عام 1996مديرا علميا في معهد العلوم الاجتماعية للجيش الألماني في العاصمة البافارية ميونخ، قد عثر في عدد من المكتبات الأرشيفية على وثائق تثبت حقيقة خطة التسلح النووي بشكل لا يقبل الشك ونقلت قوله إن 24شخصا كانوا مطلعين على تلك الخطط. صلاحيات بالد في الوصول إلى الملفات السرية لاسيما الدخول إلى الأرشيف الشخصي للمستشار الألماني الأسبق، الاشتراكي الديمقراطي، هيلموت شميت، تلك الصلاحيات هي التي ساعدته في العثور على ما ينفي كافة الطروحات التي دأب السياسيون والجنرالات والباحثون على ترديدها في الماضي بهذا الخصوص حين كانوا يؤكدون أن الحديث عن وجود سلاح نووي في البلاد هو محض تخيلات أو إشاعات وأقاويل عارية عن الحقيقية كانت حركة السلام تطلقها دون سند أو إثبات. ونقلت المجلة عن الباحث قوله "القنابل النووية كانت مهيأة للاستخدام إذا ما تلقت ألمانيا ضربة، إذ أن تلك القنابل كانت معدة لتكون الضربة النووية الأولى". وأضاف التقرير أن بعض تلك القنابل النووية الكبيرة المعروفة باسم الألغام النووية والتي تم تخزين 50لغما منها في الأقل بألمانيا كانت كل منها تمتلك طاقة تدميرية تفوق في أقل تقدير، ثلاثة أضعاف طاقة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما إبان الحرب العالمية الثانية. ووفق تحليل المؤرخ بالد فإن سلطة القرار بذلك الشأن كانت في يد العسكر وحدهم مؤكدا أنه لم يتوجب على أي سياسي ألماني أو أمريكي اتخاذ أي قرار بشأن استخدام المخزون النووي. بالد استند في إعلانه هذا على الوثائق السرية التي وجدها مضيفا أن هيلموت شميت الذي أصبح وزيرا للدفاع عام 1969في عهد المستشار الاشتراكي الديمقراطي فيلي برانت، هو الذي أوقف ما اسماه الباحث بالجنون القاتل بتخليص ألمانيا من الألغام النووية وسحب السلطة من يد العسكر حيث تمكن الرجل من تحقيق ذلك النجاح بالتعاون مع نظيره الأمريكي ميلفن ليرد، الإنجاز الذي ورد ذكره في وثيقة صدرت لاحقا حول تحديد استخدام ألمانيا للسلاح النووي في 23تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973.تجدر الإشارة إلى أن كتابا للباحث والمؤرخ بالد بعنوان "سياسة المسؤولية" يصدر الأسبوع القادم يلخص فيه المؤرخ ثمرة أبحاثه. وحسب مجلة "فوكوس" فان المستشار الأسبق شميت قد أكد صحة النتائج التي توصل إليها بالد.