ارتدت أسعار النفط أمس الجمعة من هبوط منيت به وسط تعاملات الأسبوع الماضي أعادها إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل 20شهراً إثر تحسن طفيف في أسعار الأسهم العالمية متناغما مع ضعف في سعر العملة الأمريكية ما شجع المتعاملين في تجارة النفط إلى العودة إلى التداول بعقود النفط لتعويض خسائرهم في الأسهم والعملات رغم المخاوف من احتمال استمرار تقهقر الاقتصاد العالمي إثر أزمة المال العالمية. وكانت أسعار النفط قد تراجعت بقوة إثر هبوط أسعار السلع العالمية حيث كسرت حاجز ال 60دولاراً أمس الأول وسط وجل يلف منتجي النفط من تبعات هذا التراجع على سير المشاريع النفطية التي ستعزز من الصناعة النفطية وتضفي جوا من الراحة على المستهلكين الذين يتطلعون إلى تقدم الصناعة النفطية بالصورة التي تضمن انسياب مصادر الطاقة إلى الأسواق الاستهلاكية بشكل مستقر وآمن يحافظ على نمو الصناعات العالمية ويساهم في دعم الاقتصاد في مختلف بلدان العالم. الدول المنتجة للنفط كانت قلقة من تدحرج أسعار النفط إلى ما دون الستين دولاراً للبرميل لكونها ترى بأن الأسعار العادلة للوقود الأحفوري تتمحور ما بين 70إلى 100دولار للبرميل وهو ما دعا منظمة الأوبك إلى خفض إنتاجها خلال الشهر الماضي بمقدار 1.5مليون برميل يوميا بهدف وقف انزلاق أسعار البترول إلى مستويات تضر بصناعتها البترولية وتنعكس سلبا على مستوى الإمدادات إلى أسواق الطاقة، وطفقت المنظمة تلوح من وقت إلى آخر بأنها على استعداد لخفض جديد يمتص أي فائض في الأسواق يضغط على استقرار أسعار النفط في مستويات تفيد المنتجين ولا تضر بالمستهلكين. إلى ذلك برزت تصريحات من مسئولي الأوبك خلال الأسبوع المنصرم تشير إلى احتمال قيام المنظمة بإجراء خفض قادم لإنتاجها للفرملة لهبوط أسعار الذي يضغط على مدخولات الدول المنتجة في ظل الأزمة المالية العالمية التي تلقي بظلالها على جميع اقتصاديات دول العالم وتهدد بكساد اقتصادي يضر بالتنمية البشرية وخاصة في الدول النامية التي تعاني شعوبها من الأعباء المالية الباهظة التي أثقلت كاهلها وتسبب في كثير من القلاقل والاضطرابات الأمنية. أسعار النفط تجاوبت مع بعض الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول الصناعية وعلى رأسها الصين في خفض نسبة التكرير في المصافي نتيجة إلى قلة الطلب ما يعطي إشارة أن الطلب العام على النفط ربما يواجه تراجعاً ينبئ بانخفاض أسعار النفط في الفترة القادمة، غير أن محللين نفطيين من وكالة بلومبريج توقعوا أن ترتفع أسعار النفط الأسبوع القادم معللين ذلك بزيادة استهلاك الوقود بسبب برودة الطقس في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وهي مؤشرات توحي بأن الأسعار قد تبقى في معدلات تفوق 60دولاراً للبرميل لخام ناميكس القياسي. أسعار ناميكس القياسي قفزت في مستهل تعاملاتها ليوم أمس الجمعة بمقدار 1.53دولار إلى 62.30دولاراً للبرميل فيما ارتفع خام برنت في الأسواق الأوروبية بمقدار 1.2دولار إلى 58.41دولاراً للبرميل وظلت أسعار وقود التدفئة في مستويات 2دولار للجالون بينما انخفض سعر الغاز الطبيعي إلى 6.95دولارات لكل ألف قدم مكعبة.