عززت تصريحات وكالة الطاقة الدولية أمس والتي أكدت من خلالها عن استعدادها للسماح باستخدام احتياطيات حكومية في حالة توقف إمدادات النفط من نيجيريا أو إيران من استقرار أسعار النفط قرب مستوياتها التي كانت عليها يوم أمس الأول في بحر 66 دولاراً للبرميل لخام ناميكس القياسي، رغم الظروف الجيوسياسية المتوترة في كثير من أجزاء العالم. وجاءت تطمينات الدول المنتجة للنفط وعلى رأسها المملكة أكبر ممول للطاقة بالعالم بأن السوق البترولية ليست بحاجة إلى إمدادات جديدة وأنها في وضع مستقر وأنه ليس في نية منظمة الأوبك إجراء أي خفض في الإنتاج خلال اجتماعها المقرر يوم الاثنين القادم كعوامل مريحة لنفسية المضاربين الذين قرأوا هذه التصريحات على أنها مؤشرات على عدم وجود ما يدعو إلى القلق بشأن الإمدادات النفطية المستقبلية وأن الأسعار ربما إنها ستبقى في مستويات دون 70 دولاراً للبرميل على الأقل في الربع الأول من هذا العام. وظلت هناك بعض المؤثرات التي تلوح في الأفق و تعتبر محفزات قوية على إمكانية ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة، رغم أن الدول الصناعية المستهلكة تحاول العمل على تفادي تأثير هذه القضايا على مستقبل أسعار النفط، ويأتي في مقدمتها الملف الإيراني والوضع الأمني المتدهور في نيجيريا و الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط وكل هذه العوامل تصب في تعزيز الآراء التي تشير إلى وصول النفط إلى معدلات عالية خلال العام الحالي قد تصل إلى 80 دولاراً للبرميل. فالأسواق لا تزال ترقب بعين حذرة تسرب حوالي 190 ألف برميل يوميا من السوق البترولية بسبب توقف بعض الإمدادات من نيجيريا وكذلك احتمال توقف 2,4 مليون برميل يوميا من إيران في حالة فرض عقوبات عليها من قبل مجلس الأمن إضافة إلى عرقلة انسياب النفط العراقي نتيجة إلى الهجمات الإرهابية وجميع هذه المعطيات تشكل للمراقبين الاقتصاديين رؤية بأن الأسعار في مسار تصاعدي ما لم تأت حلول لهذه القضايا الساخنة. وقد قاومت الأسعار خلال التداولات أمس جميع ضغوط الهبوط التي حاولت ثنيها عن المسار التصاعدي واستطاع خام ناميكس أن يصمد ملامسا لسعر 66 دولاراً للبرميل وافلح في نهاية التداول في اختراق هذا المستوى ليصل إلى 66,10 دولاراً، بينما بقي سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتداولات اليومية الالكترونية في حدود 64,54 دولاراً للبرميل، وتراجع خام برنت القياسي إلى 62,87 دولاراً، كما هبطت أسعار وقود التدفئة في ظل ارتفاع المخزونات الأمريكية من هذه المادة لتصل إلى 1,79 دولار للجالون، ومنيت أسعار الغاز الطبيعي بنكسة سعرية أوصلتها إلى مستوى 7 دولارات قبل أن تنتعش إلى 8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في نهاية التداول. وتراجع سعر الذهب بمقدار 4 دولارات ليصل إلى 559 دولاراً للأوقية وسط حمى بيع لجني الأرباح قبل تداولات نهاية الأسبوع، غير أن الفضة واصلت ارتفاعها التي بدأته الأسبوع الماضي وبلغت أسعارها إلى 9,55 دولارات للأوقية كما استمر البلاتين في تحقيق مكاسب سعرية وأغلق عند سعر 163 دولاراً للأوقية.