كبحت تصريحات وزراء بمنظمة الأوبك أسعار النفط عن تسجيل مزيد من الأرقام القياسية ونزلت بها عن أعلى قمة بلغتها أمس الأول وكانت 112.21دولارا للبرميل لخام ناميكس الخفيف في الأسواق الأمريكية لتخسر أمس قرابة 2.5دولار للبرميل وتهبط إلى 109.63دولارات للبرميل في آخر يوم للتداول بالأسواق العالمية قبل عطلة نهاية الأسبوع. وكان من أقوى التصريحات تأثيرا في تغيير مسار الأسعار تصريح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي الذي أشار فيه إلى أن الأسواق تشهد وفرة في المعروض وان السوق مازالت تحظى بإمدادات جيدة ،مشددا على أن الأسعار القياسية ليست مرتبطة بأي نقص في النفط الخام، ومؤكدا على ثباتية إنتاج المملكة دون زيادة أو نقصان ما حد من تقدم أسعار النفط وعودتها إلى الاستقرار ، وتأتي تصريحات النعيمي انطلاقا من حرص المملكة على إبقاء أسعار النفط في معدلات لا تضر بنمو الاقتصاد العالمي إلا أن تنامي أسعار الوقود سوف يؤثر على أسعار السلع والمنتجات الأخرى وبالتالي لن يصب في مصلحة أي من الأطراف المنتجة أو المستهلكة. وتعزز المسار النزولي لأسعار النفط أمس الجمعة عقب تصريح مسئول في الأوبك أن أعضاء المنظمة يضخون ما يصل إلى 32.25مليون برميل يوميا وهي كمية تزيد عن سقف إنتاج المنظمة ما أكد أن السوق لا تعاني من أي نقص في الإمدادات وأن المخزونات تزداد وتتحسن مستوياتها رغم التقارير التي تشير إلى تراجع مخزونات الخام الأمريكية ، وتناغمت هذه التصريحات مع ما نتح عن وكالة الطاقة الدولية من أن سوق النفط العالمية أصبحت أكثر توازنا الآن بينما يتراجع الطلب على النفط وهي نغمة توضح بجلاء أن ارتفاع الأسعار ليس مرده إلى شح في إمدادات النفط الخام وأن على منظمة الأوبك العناية بحجم العرض والطلب ووزن تدفقاتها النفطية على هذا الأساس تفاديا لإغراق السوق وحصول انتكاسة لأسعار النفط. وجرت عمليات بيع من قبل سماسرة النفط بهدف جني الأرباح أدت بدورها إلى دحرجة الأسعار إلى مستوى 109دولارات لخام ناميكس و 107دولارات لخام برنت بينما ظلت أسعار الوقود والمواد المكررة في مستويات عالية بلغت 2.78دولار للجازولين و 3.18دولارات لوقود التدفئة مع قرب التحضيرات لاستقبال موسم القيادة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية. وكانت أسعار البترول الخام قد شهدت تسجيل ذروة سعرية جديدة يوم الأربعاء الماضي متأثرة بهبوط الدولار ومشكلات نيجيريا وعمليات تحوط ضد التضخم ، غير أن انتعاش الدولار دفع تجار النفط إلى الدخول في موجة بيع لجني الأرباح أعادت الأسعار إلى معدل 109دولارات للبرميل وهو سعر يعتبر مقبولا لدى الدول المستهلكة في ظل ارتفاع أسعار السلع العالمية الأساسية والذي بدوره جر أسعار الوقود وقوي من تماسك أسعار النفط فوق 100دولار للبرميل الطلب المتزايد من الأسواق الآسيوية وخاصة من الدول ذات الاقتصادية النامية مثل الصين والهند، والتي تفتح آفاقاً من منافذ البيع للوقود الاحفوري وتركز على المواد البترولية المكررة ما يشجع على التوسع في الاستثمار بمجال المصافي النفطية. واكتسح اللون الأحمر شاشات أسعار المعادن النفيسة والصناعية عدا النحاس الذي ارتفع بمقدار 1.7دولار بينما هبط الذهب بمقدار 3.21دولارات للأوقية إلى 923دولارا للأوقية ، كما تراجعت الفضة إلى 17.95دولارا للأوقية.