ساد جو من التفاؤل لدى مستهلكي النفط أمس بعد أن تقهقرت أسعار الوقود عن التنامي وعادت إلى الهبوط إلى ما دون 60 دولاراً لخام ناميكس بسبب التنبؤات التي رشحت من عدد من مراكز مراقبة الطقس وأكدت أن موجة من الجو المعتدل سوف تلف القارة الأمريكية وجزءاً من القارة الأوروبية خلال الأيام القليلة القادمة وهو ما يعني تراجع الطلب على الوقود وكبح تقدم الأسعار التي كانت مرشحة إلى تخطي مستوى 65 دولاراً للبرميل في حالة تعرض أجزاء من الولاياتالمتحدةالأمريكية اكبر مستهلك للنفط بالعالم إلى زخات من الصقيع خلال احتفالات أعياد الميلاد. وكانت موجة من الارتفاع قد عمت أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الماضي تدفعها محفزات منها رفع معدل الطلب العالمي على الطاقة خلال السنوات القادمة إلى حوالي مليوني برميل نتيجة إلى تنامي الاقتصاد العالمي وكذلك تراجع إنتاج النفط من بعض الدول المنتجة والتي قد شارفت على مرحلة الذروة أو تلك التي تخطتها ولا يمكن أن تعود إلى مراحل الإنتاج السابقة، بالإضافة إلى القلاقل السياسية والتوترات الأمنية التي تعيق الاستثمارات النفطية وتبطئ من تقدم الصناعة البترولية وبالأخص ما يتصل بعمليات التكرير ومد خطوط الأنابيب والتي تعد عاملاً مهما في استقرار الأسعار. هذه المعطيات قادت أعضاء منظمة الأوبك إلى التأكيد أن سعر 50 دولاراً للبرميل هو السعر المناسب وربما أنهم يرون أن هذا السعر نقطة دعم لن تهبط عنها الأسعار على الأقل خلال العشر سنوات القادمة مستهدين بتوقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أشارت في تقريرها لشهر ديسمبر الحالي من أن أسعار النفط سوف تبقى متجاوزة 54 دولار للبرميل حتى عام 2025 م وان الولاياتالمتحدةالأمريكية ستعتمد على النفط المستورد بنسبة 60٪، كما أن جميع التوقعات التي أفصحت عنها الدول الصناعية تعطي مؤشرات أن النفط سيظل السلعة الأفضل لتوفير الطاقة والمحرك الأساسي للتنمية الصناعية ولن تقل قيمته السعرية رغم الضغوط التي تمارسها الدول الصناعية. الأسعار كانت يوم أمس الأول فوق 60 دولاراً للبرميل للنفوط القياسية الرئيسية مثل ناميكس وبرنت والخام الخفيف ووست تكساس لأول مرة منذ شهرين بسبب عمليات الشراء التي شهدتها النفوط القياسية في أوروبا وآسيا مثل نفط برنت والخام الخفيف نتيجة إلى الإقبال الشديد على الاستهلاك والعمل على تعويض المخزونات قبل أن يلف الشتاء جميع الأجزاء الشمالية من الكرة الأرضية ويصل الاستهلاك إلى مرحلة الذروة كما تجاوب سعر سلة أوبك مع هذا الارتفاع وبلغ 54 دولاراً للبرميل. إلى ذلك راوحت أسعار النفط في مجال 58 دولاراً للبرميل لمعظم النفوط القياسية حيث انخفض خام ناميكس إلى 59,65 دولار للبرميل بينما هبط سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الإلكترونية إلى 58,87 دولاراً للبرميل وتراجع برنت بمقدار 54 دولاراً إلى 58,29 دولاراً للبرميل بينما أغلق سعر خام تكساس بنقص سنتاً واحداً عن سعر 60 دولاراً للبرميل. وانجرت أسعار وقود التدفئة إلى هذا التراجع وهبطت إلى 1,77 دولار للجالون كما انخفض سعر الجازولين إلى 1,62 دولار للجالون كما نقص سعر الغاز الطبيعي إلى 13,58 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. ومنيت أسعار المعادن النفيسة بنكسة سعرية أعادتها إلى أسعارها قبل أسبوعين حيث هبط الذهب إلى 498 دولار للأوقية كما تراجعت الفضة إلى 8,62 دولارات وانخفض البلاتين إلى 985 دولاراً.