تسببت الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد العالمي منذ عدة أسابيع في تراجع عائدات النفط في الدول البترولية بنسبة 57% نتيجة إلى هبوط أسعار النفط بمقدار 83دولاراً للبرميل منذ مستواها القياسي في يوليو الماضي والذي بلغ 147.27دولاراً للبرميل. وقال محللون نفطيون استطلعت "الرياض" آراءهم أن مخاوف ضعف الطلب المتكئة على الانكماش الاقتصادي الذي يلف اقتصاديات الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية أذكى الوجل من احتمال مزيد من قلة الاستهلاك في العالم الصناعي الأمر الذي ضغط على أسعار النفط خلال الفترة الماضية وأعادها إلى مستويات تشكل قلقا للدول المنتجة التي كانت تبني آمالا عريضة على العوائد النفطية لرفد مصادرها المالية ودعم المشاريع الطاقوية ومن أهمها الصناعات النفطية في مجالي المنبع والمصب والتي ستساهم بدورها في تعزيز تدفق مصادر الطاقة بصورة آمنة بعيدا عن الاختناقات التي يسببها ضعف الاستثمارات النفطية وتراجع نمو الصناعات البترولية والتأثير على سير التنمية الاقتصادية بالعالم. وأشاروا إلى أن هذا التراجع في أسعار النفط يحتم على الدول المنتجة للنفط أن تعيد النظر في سياساتها الإنتاجية وكذلك الاستثمارية لضمان عدم تأثر المشاريع سواء التي تحت التنفيذ أو تلك التي تلوح في الأفق بالأزمة المالية العالمية وخاصة فيما يتعلق بتمويل هذه المشاريع ، مبدين تفاؤلهم من أن خفض الفائدة التي أقدمت عليه عدد من الدول سوف يساهم في توفير السيولة اللازمة لتغذية المشاريع ماليا وتشجيع البنوك على تقديم مزيد من القروض طويلة الأجل وتقوية عود الشركات التي تنفذ المشاريع لاستكمالها حسب ما هو مخطط له. ولم يستبعد المحللون من أن تقدم منظمة الأوبك على خفض آخر لإنتاجها النفطي سعيا إلى منع إغراق السوق النفطية وللحيلولة دون انهيار سعري يعتري أسعار النفط في المستقبل ربما يصعب ترميمه في ظل الأزمة المالية الحالية ويؤثر ليس على الدول المنتجة فحسب وإنما يمتد إلى الدول المستهلكة التي ستعاني في المستقبل من قلة الإمدادات النفطية في حالة توقف المشاريع البترولية وعدم بروز مشاريع جديدة تضمن انسياب الوقود الأحفوري إلى الأسواق العالمية بشكل مستقر يحقق الفائدة للمنتجين والمستهلكين ويعمل على تعزيز ودعم المشاريع الطاقوية. من جهة ثانية استمر تدحرج أسعار النفط إلى مستوى 64دولار للبرميل لخام نامكيس القياسي وسط التداولات ليوم أمس الجمعة بعد أن وردت أنباء من أن دول الأوبك ربما أنها لن تتمكن من استكمال الخفض الذي أقرته المنظمة الأسبوع الماضي ويصل إلى 1.5مليون برميل يوميا بسبب التزام الدول المنتجة بعقود موقعة مسبقا مع مشترين يصعب الإخلال بها وإنما يعتقد بأن هذه الدول سوف تعمل على الخفض التدريجي إلا أن تقرير إدارة الطاقة الأمريكية بشأن تعديل الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة بالخفض بنسبة 4.8% عن تقدير سابق بلغ 20.242مليون برميل يوميا ليصبح رقمها النهائي للطلب 19.267مليون برميل يوميا وهو مستوى يقل 8.4% عن الطلب منذ عام والبالغ 21.035مليون برميل يوميا زاد من انزلاق أسعار النفط بمقدار دولارين ليوم واحد لخام ناميكس القياسي في الأسواق الأمريكية ، كما تراجع سعر خام برنت في الأسواق الأوروبية بمقدار 2.04دولار ليصل إلى 59.94دولاراً للبرميل. ولا تزال الآمال تحيق بمستثمري النفط من أن الأسعار سوف ترتفع خلال الأسبوع القادم مدعومة بخفض الفائدة التي ستعزز من الاقتصاديات العالمية ومن تنامي المشاريع وزيادة الاستهلاك لمصادر الطاقة والتي من أهمها النفط والغاز الطبيعي. ومنيت أسعار المعادن النفيسة والأساس بهبوط حاد بقيادة الذهب الذي هوى بنسبة 1.7% ليبلغ سعره وسط التعاملات إلى 726دولاراً للأوقية.