لليوم الثاني على التوالي تواصلت معاناة ومآسي أكثر من 800ألف نسمة تقريبا في تهامة عسير والقنفذة والعرضية والمخواة والدرب والشقيق القوز والمظيلف ودوقة وأحد بني زيد وسبت الجارة من جراء انقطاع الكهرباء بالكامل لساعات طويلة ليلا ونهارا ألقى ذلك بظلاله على الحياة العامة للمواطنين الذين دفعهم ذلك الى شد الرحال لمدن اخرى مؤقتا بحثا عن الكهرباء وبعيدا عن حرارة الاجواء والظلام الدامس الذي اربك حياتهم في هذه المنطقة وسبب لهم الكثير من الخسائر وتسبب في شبه شلل تام لمقوماتها الاقتصادية والصناعية والزراعية والاجتماعية والحياتية فالزائر لها سيشاهد صوراً متعددة من المعاناة التي اجمع سكانها بأنها ليست وليدة اليوم وأنها معاناة أزلية فرضتها عليهم شركة الكهرباء في وقت تشهد فيه البلاد نهضة وتنمية شاملة بتوجيه ودعم وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الا ان الانقطاع الكلي في وقت واحد وخصوصية شهر رمضان المبارك والأجواء الحارة هذه الأيام كشفت جذور وتاريخ سلسلة من المعاناة القديمة والمتوارثة لكهرباء تهامة عسير.. وتظل صور الاطفال وكبار السن والعجزة والمرضى الذين يعتمدون في حياتهم على الكهرباء هي اكثر الصور قسوة وألما في هذه الظاهرة والمعاناة التي يتجرعها السكان هنا شاهدنا العديد من زوار المنطقة قد قطعوا اجازاتهم وعادوا من حيث آتوا وهنا العديد من المواطنين من سكان المنطقة قد حملوا امتعتهم واهلهم وغادروا الى ابها والنماص وتنومة وخميس مشيط وهناك صور لعدد آخر خرجوا للتهوية والبحث عن الهواء تحت ظلال الاشجار وجسورالطرق وهم الفئة الفقيرة ومن هنا جدد عدد من اهالي محافظة محايل عسير الدعوة للرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء للإقامة في مدينة محايل عسير او أي محافظة تهامية ليوم واحد فقط ليطلع على حال الكهرباء الذي تعيشه هذه المحافظة منذ عقود من الزمن.وعبر مواطني محايل خلال الدعوة التي تلقت "الرياض" نسخة منها عن استيائهم وتذمرهم من الوضع المأساوي والمعاناة اليومية التي يعيشونها من انقطاعات الكهرباء لساعات قد تصل لأكثر من 7ساعات يوميا وتسأل العديد منهم عن سر هذه الانقطاعات التي لاتحدث في المدن الرئيسية الا نادرا رغم كثافة سكانها واستهلاكها الكهربائي. وطالبوا الرئيس التنفيذي للشركة بعدم الالتفات والنظر للتقارير المستهلكة والوقوف على طبيعة المعاناة الأزلية واكدوا خلال احاديثهم ان مكتب الاشتراكات بمحايل عسير يعمل فوق طاقته وامكانته البشرية والآلية مستشهدين بتلقي المكتب اكثر من 250بلاغاً اعطال في يوم واحد ومؤكدين ان محافظات تهامة عسير بحاجة الى الدعم الفني والبشري مطالبين اصحاب القرار بالتدخل العاجل،ويبدوا ان استمرارحياة سكان تهامة عسير بين صفيح صيفها الساخن وظلامها الدامس لن ينتهي الا بتدخل ولاة الأمر في هذه البلاد المباركه والذي ينتظره المواطنون بكل شوق ولهفة لتتبدد هذه الأحزان وتنتهي هذه المعضلة فالانقطاعات تستمر في بعض الاحياء والمراكز الى اكثر من ثلاثة ايام متتالية لاسيما قرى وادي الريش وآل مشول وفرشاط والحماطة وخميس مطير وقنا وبحر ابو سكينة بشكل خاص والذي كان سكانها اكثر المتضررين من هذا الانقطاع. وتظل المشكلة قائمة رغم تأكيدات شركة كهرباء الجنوب بدعم الشبكة الكهربائية في محايل وتعزيزها من خلال بعض مشاريع التغذية بمسارات جديدة والتي كان اهمها تدشين مشروع محطة التحويل الفرعية بمحايل عسير في وقت سابق بتكلفة مالية بلغت أكثر من 223مليون ريال وامام هذا الدعم وهذه المشروعات المعلن عنها من شركة الكهرباء يظل السؤال قائما اين المخرجات الحقيقية والجدوى من هذه المشاريع ؟ التي لم تقض على المعضلة وتضع حداً لمعاناة المواطنين وسكان المحافظات التهامية؟وقد كشف عدد من المسؤولين والمواطنين ل "الرياض" عن جوانب وصور متعددة لأضرار الكهرباء التي لحقت بمواطني هذه المنطقة.في البداية عضو الغرفة التجارية الصناعية بأبها الشيخ حامد ادريس فلقي قال: الواقع ان الوضع اقل ما يوصف بمأساوي من جراء ما يتكبده المواطنون والمقيمون من معاناة لم تنته منذ عشرات السنين وحسب علمي فإن مكتب الاشتراكات في محايل يخدم ما نسبته اكثر من 40% من منطقة عسير من العرضية شمالا وحتى محافظة رجال المع جنوبا وهي مساحة كبيرة و وتشهد نموا سكانيا هائلا وتوسعا عمرانيا وتجاريا وليس باستطاعة مكتب واحد وبامكانات وميزانية بشرية وفنية محدودة ان يقدم الخدمة المأمولة لسكان هذه المحافظات مهما اجتهد العاملون فيه وهو ما يؤكده مدير الشؤون التعليمية بادارة التربية والتعليم للبنين الاستاذ مصهف عسيري والذي كشف جانب من معاناة المواطنين من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20ساعة في بعض الأوقات. وقال مصهف لايعقل ان يستمر مثل هذا الوضع في ظل الدعم الحكومي لقطاع الكهرباء وتوجيه القيادة بتوفير هذه الخدمة لكل مواطن في هذه البلاد فيما اجمع الشيخ احمد الزين وعضوا المجلس البلدي والشيخ ابراهيم علي جابر ان المعاناة مستمرة لاسيما مع ارتفاع حرارة الاجواء التي وصلت الى 45درجة وتوقف أجهزة التكييف التي لايستطيع البعض العيش بدونها كالمرضى والأطفال والشيوخ والعجزة وتوقف الكثير من الخدمات التي تتوقف على التيار الكهربائي مثل رفع المياه وثلاجات التبريد ومحطات الوقود والبنوك وبعض المحلات التجارية خاصة ثلاجات المواد الغذائية التي تكبد اصحابها خسائر فادحة نتيجة انقطاع الكهرباء اضافة الى فساد اللحوم والخضروات والمأكولات وتوقف الحركة التجارية في الاسواق وإفساد فرحة وابتهاج الناس في العديد من المناسبات الاجتماعية والدينية ابرزها شهر رمضان الذي نعيشه وغير ذلك كما اشتكى ل "الرياض" كل: من علاء الزين وزايد الالمعي ووحيد الحفظي وعلي الراجحي واحمد الثوابي وابراهيم الالمعي وعبدالله فلقي من الانقطاعات المتكررة وتأخير كهرباء محايل في اعادة التيار وصيانة واستبدال المحولات التالفة حيث وصلت ساعات الانقطاع في بعض الأحياء والقرى الى اكثر من ثلاثة ايام متواصلة واتهموا موظفي هاتف الطوارىء بكهرباء محايل بتعمدهم رفع سماعات التليفونات وتعليق الخطوط لتجنب كثرة البلاغات والرد على المواطنين. وهو ما اكده المواطن علاء الزين عند مراجعة الطوارىء بعد ان عجز في الابلاغ هاتفيا بسبب انشغال الخطوط حيث اكد بانه وجد سماعات الهاتف الخاصة بالطوارىء مرفوعة. كما اتهم بعض المواطنين شركة الكهرباء في الجنوب بالتقصير في دعم المحافظات التهامية بالمعدات والكوادر الفنية اللازمة والتعاقد مع اكثر من مؤسسة في صيانة وتركيب المحولات فمؤسسة واحدة لا تكفي لتغطية ثلاث محافظات يزيد عدد سكانها على 500ألف نسمة وطالب البعض الآخر باضافة مركزين للطوارئ في كل من محافظة رجال المع والمجاردة لتخفيف الضغط عن كهرباء محايل وتقديم خدمة سريعة للمحافظتين .