شهدت فترة الإجازة الصيفية لهذا العام منذ بدايتها قبل أكثر من شهرين إقبالاً كبيراً على استخدام الزهور والورود في مختلف المناسبات وخاصة مناسبات إقامة أفراح الزواج ومناسبات التخرج بعد تنامي هذه العادة عند بعض فئات المجتمع مما أدى إلى ارتفاع أحجام الطلب على الزهور بزيادة حادة عن أشهر العام الأخرى التي تسبق الإجازة الصيفية. وأكد مدير فرع إنتاج النباتات والزهور بمزارع استرا بتبوك المهندس يوسف أبو فارة ل (الرياض) أن إنتاج مزارعهم يكون في أقصى معدلاته الموسمية بالتزامن مع هذه المناسبات حيث يتجاوز مليوني زهرة شهرياً خلال فترة الصيف. وأوضح انه تم إنتاج وإرسال أكثر من أربعة ملايين زهرة لمراكز التوزيع الرئيسية في الرياضوجدة والدمام ولعدد من المدن الأخرى إضافة إلى ماتم استهلاكه في المنطقة والذي تجاوز ربع مليون زهرة خلال نفس الفترة. وأصبح لزهور تبوك برائحتها الزكية وألوانها الجميلة وأشكالها الجذابة أسواق عالمية تروج فيها من خلال تصديرها سنوياً وبشكل يومي إلى مختلف الدول الأوروبية والآسيوية والأمريكية وتعد مزارع استرا من المزارع النموذجية على مستوى منطقة الشرق الأوسط في إنتاج الورود والزهور حيث تنتج سنوياً أكثر من ثمانية عشر مليون زهرة منها 9ملايين زهرة قرنفل بمختلف أنواعه وألوانه و 4ملايين وردة بمختلف أنواعها وألوانها و 5ملايين زهرة أخرى بمختلف أنواعها وألوانها وتصل أنواعها إلى 18نوعاً من الزهور والورود ويصدر ما نسبته 20في المائة من الإنتاج السنوي إلى ألمانيا وهولندا وجمهورية التشيك والمملكة المتحدة وقبرص ولبنان ودول الخليج العربي إضافة إلى دول في آسيا وأمريكا اللاتينية. وقامت المزارع بإنتاج الزهور بعد التغلب على الظروف المناخية وطبيعة التربة حيث كانت باكورة إنتاج الزهور في المملكة منذ خمسة وعشرين عاما مع مواجهة التحديات والمعوقات حيث إن مدخلات الإنتاج كانت تستورد من الخارج ولعدم وجود الخبرات العاملة الفنية المدربة والأبحاث الخاصة بإنتاج الزهور والظروف المحلية الصعبة المتمثلة في شحن هذه الزهور من تبوك لباقي مدن المملكة وخارجها. وبالتغلب على هذه الظروف وصلت زهور تبوك إلى دول العالم بشكل مميز ونوعية ذات جودة عالية وأصبح إنتاج تبوك من الزهور والورود يشكل 50% من إنتاج المملكة السنوي. وتعود فكرة إنتاج الزهور في هذه المزارع إلى العام 1983م وتم خلالها عمل دراسة توضيحية عن حاجة السوق من الزهور وتغطية السوق المحلي إلى أن تصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي ثم التوجه للتصدير إلى خارج المملكة وبدأ الإنتاج الفعلي لمزارع استرا من الزهور عام 1984م وكانت مساحة الأراضي المزروعة لإنتاج الزهور بأنواعها قد بلغت 4000متر مربع وكان الإنتاج يقتصر على نوعين من الزهور هما الورد والقرنفل ثم ازدادت هذه الأنواع حتى وصلت إلى أنواع مختلفة وبأشكال وألوان متنوعة. وتبلغ المساحة الإجمالية لإنتاج الزهور في مزارع استرا مائة وستين ألف متر مربع لهذا العام بزيادة عن العام الماضي تقدر بعشرين ألف متر مربع لزيادة الطلب المستمر على هذه الزهور واستطاعت الزهور والورود التي تنتجها مزارع استرا أن تنافس مثيلاتها من الزهور التي تنتج في دول أوروبا وزاد الطلب على هذه الزهور من قبل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لان المزارع تعمل على زيادة الأنواع من كميات الزهور حسب متطلبات وحاجة السوق المحلي والسوق العالمي للأزهار حيث تتم زراعة أصناف جديدة. ويوجد خطط مستقبلية للتوسع في إنتاج الزهور حسب مقتضيات وحاجة السوق المحلية والأسواق العالمية وحول مشاركة مزارع استرا في معارض دوليه للزهور يشار إلى أن المزارع شاركت في إنتاجها من الزهور في بعض المعارض الدولية لإتاحة الفرصة لعرض هذه المنتوجات ومن المعارض التي شاركت فيها معرض الرياض الزراعي الدولي السنوي ومعرض عمان الزراعي الدولي وغيرها. أما المراحل التي يتم فيها إنتاج الزهور وفرز هذه الأنواع من الزهور في مزارع استرا فيتم إنتاج الزهور ضمن البيوت المحمية للحصول على أفضل نوعية من الزهور وتتم عملية القطف وترسل بأسرع ما يمكن لمركز الفرز والتدرج والتعبئة الخاص بالزهور بعد ذلك تشحن يومياً عن طريق الشحن الجوي والبري وترسل إلى مراكز التوزيع ومحلات بيع الزهور المنتشرة في مدن المملكة المختلفة بحيث إن مدة قطف الزهرة وحتى وصولها إلى محلات بيعها تكون اقل من 24ساعة. وتضاعف الإقبال على شراء الأزهار محليا خلال السنوات الخمس الماضية بحوالي 5أضعاف ومازال سوق المملكة يستوعب كميات كبيرة من الزهور المستوردة من دول العالم المختلفة لتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين بجانب إنتاج الزهور. وتتميز تبوك بإنتاج نباتات الزينة حيث ينتج 150نوعا من هذه النباتات للزينة الداخلية في المنازل والمكاتب والعديد من الأماكن لان هذه النباتات تبعث الرائحة الزكية إضافة إلى ما تلعبه من دور في تنقية الهواء المشبع بالأوكسجين.