وجه الدكتور فيصل بن عبدالرحيم شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء نداء إلى جميع الأسر - رجالاً ونساءً - أن يحكموّا عقولهم قبل قلوبهم، في حالة حصول وفاة دماغية، لأحد أقاربهم، لما يعود بالنفع على إخوانهم الذين يصارعون بالحياة من أجل حياة كريمة. وأشار د. شاهين إلى أن دور النساء في التبرع بالأعضاء أثناء الحياة يعتبر أساسياً وجلياً من خلال إحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء والتي أشارت لوجود معدل 33% من حالات التبرع بجزء من الكبد أثناء الحياة لصالح الأطفال سواءً بالتبرع للأولاد أو الأشقاء ( 8حالات من أصل 36حالة في عام 2006م، و 17حالة من أصل 39حالة في عام 2007م . كذلك الأمر بالنسبة للتبرع بإحدى الكليتيين أثناء الحياة 45حالة تبرع من أصل 200حالة في عام 2006م، و 41حالة من أصل 260حالة في عام 2007م (من الزوجة للزوج أو لأحد الأبناء أو الاشقاء). وأوضح د. شاهين إلى أنه يمكن الاستفادة من أعضاء الإناث من سن (سنتين حتى - 7065سنة) حسب صلاحية الأعضاء وحجم المرأة، ولا توجد قيود على التبرع بالأعضاء، فبامكان المرأة أن تتوجه إلى المركز السعودي لزراعة الأعضاء، أو المستشفيات، وتعبئة بطاقة التبرع بالأعضاء وإبلاغ ذويها برغبتها بالتبرع في حالة الوفاة الدماغية لا قدر الله، ويترك حرية اختيار الأعضاء المتبرع بها لذويهم إما جميعاً أو حسب رغبتهم، علماً أنه لا تشترط موافقة ولي أمر المرأة على تبرعها بأعضائها أثناء حياتها من أجل تعبئة البطاقة الخاصة بالتبرع، ويحق لولي أمرالمتبرعة أثناء حياتها، وكذلك المتوفية دماغياً، أن يرفض تبرعها بالأعضاء، لأنه يحتمل تراجعها عن قرارها في تلك الفترة التي وقعّت فيها بطاقة التبرع، أو بعدها، مما يجعل عملية التبرع صعبة للغاية ولا يوجد أي إجراء يمكن اتخاذه لذلك. ويذكر د. شاهين أن هنالك كثيراً من الأسر ترفض التبرع بأعضاء متوفياتهن بالوفاة الدماغية، وذلك لأسباب اجتماعية أو دينية أو غيرها (لوجود مفاهيم خاطئة مثل كشف العورة أو تشويه الجثة أو عدم احترام الجثمان... إلخ)، علماً أن المملكة من أشد الدول حرصاً على تشخيص حالات الوفاة الدماغية وتوثيقها حتى لا تقع أي شبهات في ذلك، لاختلاف تلك الحالات عن حالات الغيبوبة بأنواعها، حيث يعتبر المتوفي أو المتوفاة دماغياً وفاة لا رجعة فيها مما يخول المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالتحدث مع ذوي المتوفي أو المتوفاة بالتبرع بأعضائهم لصالح اخواننا مرضى الفشل العضوي حسب الأعضاء الصالحة للتبرع وغالباً ما تكون "كلية - كبد - قلب - قرنيتين - رئتين - بنكرياس"، ويترك حرية اختيارالأعضاء المتبرع بها لذويهم أما جميعاً أو حسب رغبتهم . وعن جهود المركز السعودي لزراعة الأعضاء في مجال التوعية النسوية أشار د. الشاهين أن المركز يقوم بجهود في هذا المجال من خلال المدارس وبعض الأسواق النسائية، التي تحتاج أيضاً إلى مزيد من الجهود، لأن النساء بصفة عامة يعتبرن معوّقاً من معوقات التبرع بالأعضاء، نظراً لعاطفتهن الجياشة وعند رغبتهن للتبرع بالأعضاء فإنهن يأخذن وقتاً أطول من الرجال لتوقيع الموافقة بالتبرع بالأعضاء، وهنّ بترددهن هذا وتأخيرهن لعملية الموافقة على التبرع بالأعضاء لايدركن أن حالات الوفاة الدماغية لا تبقي أعضاءها صالحة للتبرع لفترة طويلة، ولهذا يقوم منسقو زراعة الأعضاء المختصون بالمركزبمقابلة الأهل وشرح جميع الجوانب الدينية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية لأهمية التبرع بالأعضاء، ومحاولة شحذ هممهم بالتبرع لصالح إخوانهم مرضى الفشل العضوي، الذين تتزايد أعدادهم عاماً بعد آخر .