ليلة الخميس وسهراتها دائما ترتبط في الذاكرة باللحظات المبهجة والمناسبات السعيدة، ولكن الدكتور فيصل شاهين استشاري أمراض الكلى ومدير عام المركز السعودي لزراعة الاعضاء لم يدعها تمر دون ان يجعلنا نفتح قلوبنا وعقولنا لشريحة من المجتمع يجب ان نتقاسم ألم المعاناة معهم، من خلال التخفيف عن آلامهم.. هذه الشريحة من المجتمع هي شريحة المحتاجين لزراعة الاعضاء، وذلك حين كشف انه يتم إجراء 550 عملية زراعة أعضاء على مستوى المملكة سنويا، وهذه الزراعة إما ان تكون من متبرع من ذوي المريض او من متوفى دماغيا، في حين أن الاحتياج لا يقل عن ألف حالة زراعة سنويا. بين الدكتور شاهين أن عدد المرضى المعالجين بالتنقية الدموية بلغ العام الماضي 11927 مريضا، وبلغ عدد الوفيات المسجلة بينهم 1431 حالة بنسبة 12%، وهو متوسط الوفاة في الدول الاوروبية، في حين تعتبر امريكا الأعلى في العالم بنسبة 25%، فيما تعتبر اليابان الاقل على مستوى العالم بنسبة 9%. وأوضح الدكتور شاهين أن هناك 2200 مريض بالفشل الكلوي سنويا يدخلون في قوائم الانتظار، أي بزيادة 2200 حالة مريض سنويا، ووصلت قائمة الانتظار إلى 13 ألف حالة في المركز السعودي لزراعة الاعضاء، بينهم 5 آلاف في حالة عاجلة. وقال الدكتور شاهين ل«عكاظ» إن الحملات مستمرة لتوعية الناس بأهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ المرضى. وأضاف نحن بحاجة إلى حملات توعية شاملة ومكثفة لمواجهة نقص الأعضاء، إذ إننا نعاني عجزا يقارب 50% من حجم زراعة الأعضاء العاجلة. وشدد الدكتور شاهين على أن المملكة تواجه 8% زيادة سنوية بمرض الفشل الكلوي، وأكد أن المركز السعودي لزراعة الاعضاء يسعى حاليا إلى زيادة وعي كافة شرائح المجتمع حول الوفاة الدماغية، وأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وذلك من خلال توزيع بطاقات التبرع أثناء مختلف المناسبات الوطنية والندوات واللقاءات. وركز مدير المركز على أن عدم وجود متبرع مناسب لعضو ما أهم عائق يحول دون زراعة الأعضاء في كل دول العالم، ومن ضمن هذه الدول المملكة، «وهناك نقص في عدد الأعضاء المتبرع بها في كل دول العالم». وقال: يعتبر التبرع من المتوفين دماغيا مصدرا هاما وأساسيا لا غنى عنه للتبرع بالقلب والرئتين والكبد والقرنية. وتقدر حالات الوفاة الدماغية في المملكة بألف حالة سنويا يمكنها أن تؤمن احتياجات المملكة من الأعضاء إذا ما تم تشخيص هذه الحالات مبكرا من قبل الأطباء، وإذا ما تمت الموافقة على التبرع بالأعضاء من كل أسر المتوفين دماغيا، ولكن للأسف لا يتم التعرف والتبليغ إلا عن 350 370 حالة سنويا من المستشفيات المختلفة في المملكة، ويتم توثيق تشخيص الوفاة الدماغية في 70% من الحالات، ويجري المركز ما يقارب 550 حالة زراعة، في حين نحتاج إلى ألف عملية زراعة سنوية لمواجهة العدد المتزايد من المرضى الذي يقابله شح في التبرع بالأعضاء. وقال الدكتور شاهين إن آخر نتائج زراعة الأعضاء المختلفة في المملكة للعام الماضي كانت متفاوتة، إذ بلغ عدد الكلى المزروعة 563 كلية، منها 441 كلية من متبرعين أحياء و122 كلية من متبرعين متوفين دماغيا، ليصبح مجموع عمليات زراعة الكلى منذ بدء البرنامج 7211 عملية منها 4862 عملية زراعة كلية بالتبرع من الأحياء و2349 بالتبرع من متوفين دماغيا. أما زراعة الكبد، فأوضح الدكتور شاهين ان العدد الإجمالي للأكباد المتبرع بها من المتوفين دماغيا في عام 2011م بلغت 92 كبدا، وتم استئصال 59 كبدا وتمت زراعة 49 كبدا، كذلك تمت زراعة 101 كبد بالتبرع من الأحياء، حيث بلغ مجموع عمليات زراعة الكبد منذ بدء البرنامج 1022 عملية. وفي ما يتعلق بزراعة القلب والرئة، قال الدكتور شاهين تمت الاستفادة من 19 حالة لزراعة قلب كامل، كما تم استئصال 23 قلبا للاستفادة منها كمصدر للصمامات البشرية وذلك في عام 2011م، إذ بلغ مجموع زراعة القلب 206 قلوب كاملة و540 قلبا كمصدر للصمامات البشرية، كما أجريت 19 عملية لزراعة الرئة هذا العام ليصبح عدد الرئات المزروعة 70 رئة. وفي ما يتعلق بزراعة البنكرياس، كشف الدكتور شاهين عن أنه أجريت هذا العام عملية واحدة لزراعة البنكرياس ليصبح عدد عمليات زراعة البنكرياس المجراة داخل المملكة 19 عملية. أما زراعة القرنية فقد تم استئصال القرنيات في 15 حالة، تم منها توزيع 28 قرنية للمراكز المتخصصة في زراعة القرنيات. وتمت الاستفادة من 20 حالة تبرع بالعظم وزراعتها. وعن فعاليات برنامج تبادل الأعضاء مع دول مجلس التعاون الخليجي قال الدكتور شاهين انه تم استئصال 10 أعضاء بالتعاون مع دولتي الكويت وقطر الشقيقتين، وتمت زراعة ثلاث كلى، وخمس أكباد، وقلب واحد ضمن برنامج تبادل الأعضاء مع دول مجلس التعاون الخليجي. وحول مرضى التنقية الدموية، بين الدكتور شاهين أن عدد المرضى المعالجين بالتنقية الدموية بلغ العام الماضي 11927 مريضا، وبلغ عدد الوفيات المسجلة بينهم 1431 حالة. وبلغ مجموع وحدات التنقية الدموية 184 مركزا مع نهاية عام 2011م مجهزة بما مجموعه 3951 جهازا للغسيل الكلوي، 70% من هذه الأجهزة تتبع وزارة الصحة، بينما تتبع للمستشفيات الحكومية الأخرى 16%، و14% تتبع للقطاع الخاص. وقال ان المنطقة الغربية في المملكة سجلت أكبر نسبة كثافة للمرضى المعالجين بالتنقية الدموية وبلغ عددهم 4331 مريضا، فيما يشير توزع أعمار المرضى المعالجين بالتنقية الدموية إلى وجود غالبية المرضى في فئة الأعمار من 26 45 عاما وبنسبة 25%، بينما بلغت نسبة المرضى تحت سن ال15 عاما 1.5% والمرضى فوق عمر ال75 عاما 6%.