كشف تقرير حكومي حصلت «اليوم» على نسخة منه عن عدم زراعة 44 كبداً من متوفين دماغياً تبرع بها ذووهم لصالح البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بالمملكة من أصل 106 تم التبرع بها خلال العام الماضي. وأرجع التقرير عدم زراعة 44 كبداً لأسباب صحية وعدم صلاحيتها للزراعة للمرضى على قوائم الانتظار، حيث كانت حالتها حرجة ووظائفها غير جيدة. وأظهرالتقرير أنه من الحالات ال (44) تمت الموافقة على التبرع بالكبد لمتبرعين متوفين دماغياً في 33 حالة ولم يتم الاستئصال لعدة أسباب أبرزها وجود ارتفاع في خمائر الوظيفة الكبدية، و(7) حالات حدوث توقف قلبي مفاجئ، و(6) حالات بسبب عوارض فنية مشتملة على الإخلاء الطبي (سوء الاحوال الجوية) وتطلبت تأخير الاستئصال، وارتفاع في صوديوم الدم لدى المتبرع المتوفى دماغياً في (3) حالات، وحالتان لعدم صلاحية الكبد المتبرع به بدليل الخزعة الكبدية، وتدهور الحالة الدينماكية الدموية للمتبرع (2) حالتان، و(4) لعدم صلاحية المتبرع. وبيّن التقرير أنه تم الرفض من قبل مراكز الزراعة أثناء الاستئصال بناء على التقييم والفحص العيني بعد فتح البطن في (5) حالات لوجود تشحم كبدي، وأيضاً تم الرفض من قبل مراكز الزراعة في (6) حالات وذلك بسبب وجود تشحمات دهنية في (4) حالات، ووجود التصلب الشراييني في حالة واحدة، ووجود حالة بسبب التوذم الكبدي، وكانت لجنة حكومية تعكف على دراسة رفع توصية للمقام السامي بشأن تحمّل الدولة تكاليف مطالبات المستشفيات الخاصة المالية المستحقة على حالات الوفيات دماغياً الذين وافق ذووهم على التبرع بأعضائهم من السعوديين وغيرهم. وكشفت مصادر مطلعة ل(اليوم) أن هذه المبالغ كانت تسدّد عبر الهبات والتبرعات المقدّمة للمركز السعودي لزراعة الأعضاء إلا أن انحسار دور المركز وقلة المتبرعين وعدم وجود بند لصرف هذه المبالغ تسبب في وجود أزمة لتشجيع ذوي المتبرعين على الموافقة، مع وجود معضلة في توافر متبرعين بالأعضاء أصلاً. وأضاف المصدر إن التوصية المزمع رفعها للمقام السامي حال إقرارها تنص على تحمّل الدولة تكاليف المستشفيات الخاصة للمتوفين دماغياً والمتبرع ذووهم بأعضائهم.وكانت مصادر متخصصة ذكرت أنه في حالة الحصول على أعضاء 600 متوفى دماغياً ومتبرع في العام الواحد، فإن ذلك سيسهم في زراعة 1200 كلية وهذا هو الاحتياج السنوي و400 كبد وهو ما يمثل الاحتياج الفعلي و400 قلب وهو ما يفوق الاحتياج و200 رئة وهو ما يمثل الاحتياج الطبيعي. وأبان أنه تم الحصول على موافقة 110 أشخاص ما بين متوفين دماغياً ومتبرعين، إذ إنه لا يوازي احتياجنا الفعلي والمقدّر بالحصول على أعضاء 600 متوفى دماغياً أو متبرع لإكمال الاحتياج من زراعة الأعضاء في العام الواحد. وذكر أن عدد المتوفين دماغياً في المملكة ممن هم داخل العناية المركزة أو في المستشفيات بين 800 إلى 1200 متوفى دماغياً وذلك خلال عام وفقاً للإحصائيات العالمية. وأفاد أن جودة أعضاء المتوفين دماغياً في المملكة تفوق دول أوروبا وأمريكا وذات فعالية عالية.