يسلط منتدى التمويل الاسلامي الدولي الذي يفتتح اعماله في دبي اليوم الاحد ( 13ابريل) على التمويل الاخلاقي والمتناهي الصغر في العالم الاسلامي من خلال مشاركة البروفيسور وعالم الاقتصاد البنغلاديشي محمد يونس صاحب مشروع بنك الفقراء والفائز بجائزة نوبل في المنتدى حيث يلقي في جلسة خاصة بالرواد كلمة حول تجربته الفريدة التي ساعدت ملايين الفقراء حول العالم ورؤيته للمستقبل. ويجتمع في المنتدى الذي ينعقد في فندق جميرا بيتش بدبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي نخبة من الشخصيات والمؤسسات المالية العالمية. ويقتفي المنتدى الذي ينعقد بين 1713ابريل بمشاركة مندوبين من 50دولة ونيف احدث التطورات في القطاع المالي الاسلامي الذي يعد اسرع القطاعات المالية نموا في العالم حيث يشهد نموا في التعاملات والاصدارات بمليارات الدولارات سنويا. ويتحدث يونس في الجلسة الافتتاحية للمنتدى عن التجاح الذي حققته فكرته في محاربة الفقر والتي تمحورت حول فكرة تأسيس بنك الذي يحمل اسم بنك غرامين (القرية) انطلاقا من الاعتقاد بأن الفقراء في غالبيتهم هم مقترضون موثوقون وقادرون على بناء مشاريع خاصة لتحسين مستوى معيشتهم. واصدر بنك الفقراء هذا قروضا بلغت قيمتها الاجمالية 5.1مليارات دولار استفاد منها 5.3ملايين مقترض وحافظ على معدل سداد بنسبة 99%. وحصل بنك غرامين ومؤسسه محمد يونس على جائزة نوبل للسلام للعام 2006، تكريما لابتكار طريقة جديدة لإقراض الفقراء والإسهام في جهود محاربة الفقر في العالم وعن جهودهما لخلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الطبقات الدنيا. وتناقش جلسة خاصة الجوانب المختلفة للتمويل المتناهي الصغر بمشاركة مجموعة من الخبراء الدوليين تشمل اوليفر آغا شريك ورئيس التمويل الاسلامي في "دي ال ايه بايبر الشرق الاوسط"؛ رشدي صديقي المدير العام الدولي لمؤشرات داو جونز الاسلامية؛ كلير كبانيل راي المديرة التنفيذية لبلانيت فايننس؛ البرتو بروغنوني رئيس وعضو مؤسس اتحاد تطوير الاستثمارات البديلة والتمويل الخلاق؛ الدكتور احمد الجناحي نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة مصرف نور الاسلامي؛ وسيم سيفي الرئيس التنفيذي للتمويل. وتدير الجلسة صبا عودة المذيعة الرئيسية في قناة العربية. وعلى مدار ثلاثة ايام يناقش المنتدى الذي تنظمه آي آي آر الشرق الاوسط، قضايا حيوية تتعلق بالقطاع المالي الاسلامي عالميا ومحليا حيث سيتبادل العلماء والخبراء الآراء حول مواضيع مثل توافق وانسجام التمويل الاسلامي؛ نمو الصكوك؛ آفاق قطاع التكافل؛ المعايير المحاسبية؛ المسؤولية الاجتماعية للشركات؛ الاصول البديلة؛ ادارة الخزينة؛ صناديق التحوط والتداول الالكتروني. وقال مدير المؤتمر سواتي تانيجا ان المؤسسات المالية الغربية وفي ظل ازمة الائتمان العالمية التي ضربت القطاع المالي التقليدي، بدأت تقدم بصورة متزايدة ادوات مالية اسلامية كخيارات مالية بديلة. وشهد نمو الصكوك على سبيل المثال مستويات مثيرة منذ انطلاق منتدى التمويل الاسلامي العالمي في دبي عام 2002.ويتم حاليا اصدار الصكوك بصورة متزايدة من قبل المؤسسات التقليدية فيما تدخل حكومات غربية مثل بريطانيا على الخط ايضا لاصدار صكوك اسلامية. وقال تانيجا ان قيمة الاصدارات الجديدة في عام 2002كان اقل من 500مليون دولار مقارنة مع ما يزيد على 60مليار دولار بنهاية 2007.واضاف ان معظم المحللين يرون ان سوق الصكوك ستواصل نموها على المدى المتوسط حتى في ظل الظروف المتقلبة لسوق الائتمان حاليا. وقال انه مع تأثر جميع اشكال ادوات الدين بالازمة الائتمانية العالمية، فإنه من المتوقع ان يكون تأثيرها اقل على قطاع التمويل الاسلامي بسبب طبيعته التي تستلزم دعمه بأصول مادية وفق مبادىء الشريعة. وتتوقع وكالة التصنيف الائتماني موديز اصدار صكوك بقيمة 50مليار دولار خلال الاشهر ال 18القادمة فيما تتوقع ستاندرد اند بورز ان تتجاوز سوق الصكوك حاجز ال 100مليار دولار بنهاية العقد الحالي. وتشمل قائمة المتحدثين في المنتدى اكثر من 35من كبار العلماء في العالم والرؤساء التنفيذيين والرؤساء الماليين في القطاع المالي الاسلامي والمصرفيين والمحامين والمستشارين القانونيين ومديري الصناديق والمؤشرات والاكاديميين والاعلاميين وقادة المجتمعات. كما سيتم عقد ورشتي عمل بعد المؤتمر حول الصكوك وهيكلة الصناديق الاسلامية يقودهما محمد بيسيك مراقب اجراءات الشريعة ومحلل ابحاث في شيب فايننشال كورب بالكويت. كما يحتفي المنتدى ايضا بانجازات التمويل الاسلامي المميزة من خلال جوائز منتدى التمويل الاسلامي الدولي التي تكرم اصحاب هذه الانجازات من افراد ومؤسسات وشركات. ويشارك مصرف دبي في الملتقى حيث سيُلقي السيد أحمد الشال، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في مصرف دبي عرضاً للتحديات التي تواجهها المصارف الإسلامية على مستوى إدارة السيولة المالية. وقال عبد العزيز المهيري، الرئيس التنفيذي لمصرف دبي: "إن خبرتنا الممتدة في مجال التمويل الإسلامي ومكانتنا كمصرف يتوافق مع مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية يؤهلاننا بقوة للمساهمة بشكل فعال في هذا المنتدى، لاسيما على مستوى تقديم بدائل إسلامية للخدمات المصرفية التقليدية." وأضاف المهيري: "إن معرفتنا الواسعة بالمتطلبات الحالية لمؤسسات التمويل الإسلامي المعتمدة ستسمح لنا بتقديم معلومات موضوعية عن قضية البدائل والحلول المصرفية الإسلامية. وأنا على ثقة بأن مساهمتنا في فعاليات المنتدى سيكون لها مردود إيجابي كبيرعلى صناعة التمويل الإسلامي في مختلف أرجاء العالم وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط". وسيتخلل المؤتمر سلسلة من ورش العمل التفاعلية لمناقشة قضايا رئيسية وثيقة الصلة بمجال التمويل المصرفي والصيرفة الإسلامية، من بينها تمويل المشاريع الصغيرة وفقا لأحكام الشريعة، وبروز الصكوك الإسلامية في الأسواق المالية العالمية، وتنامي مفهوم التكافل، إلى جانب الخدمات المصرفية الإسلامية للأفراد والابتكار في تقديم هذه المنتجات، وإدارة الأصول بالإضافة إلى مفهوم المحاسبة من المنظور الإسلامي، ومستقبل المنتجات والخدمات المصرفية الإسلامية.