اعلن منظمو منتدى التمويل الاسلامي الدولي الذي ينعقد في ابريل من هذا العام عن مشاركة البروفيسور وعالم الاقتصاد البنغلاديشي محمد يونس صاحب مشروع بنك الفقراء والفائز بجائزة نوبل في المنتدى حيث يلقي في جلسة خاصة بالرواد كلمة حول تجربته الفريدة التي ساعدت ملايين الفقراء حول العالم ورؤيته للمستقبل. وينعقد المنتدى السنوي في فندق جميرا بيتش دبي في الفترة ما بين 13- 17ابريل 2008.ويتحدث يونس عن النجاح الذي حققته فكرته في محاربة الفقر والتي تمحورت حول فكرة تأسيس بنك يحمل اسم بنك غرامين (القرية) انطلاقا من الاعتقاد بأن الفقراء في غالبيتهم هم مقترضون موثوقون وقادرون على بناء مشاريع خاصة لتحسين مستوى معيشتهم. واصدر بنك الفقراء هذا قروضا بلغت قيمتها الاجمالية 5.1مليار دولار استفاد منها 5.3مليون مقترض وحافظ على معدل سداد بنسبة 99%. وتعرض يونس وفريقه خلال مسيرتهم في تطبيق الفكرة إلى شتى انواع الضغوط والمعارضة من جانب اليساريين ورجال الدين الذين هددوا النساء المقترضات من هذا البنك في بنجلاديش بحرمانهن من شعائر الدفن الاسلامي. وحصل بنك غرامين ومؤسسه محمد يونس على جائزة نوبل للسلام للعام 2006، تكريما لابتكار طريقة جديدة لإقراض الفقراء والإسهام في جهود محاربة الفقر في العالم وعن جهودهما لخلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الطبقات الدنيا. وأسس يونس نمطا جديدا من البنوك عام 1976يمنح القروض لفقراء بلاده، خاصة النساء ليمكنهن من ادارة مشروعات أعمال صغيرة دون ضمان، مرسيا نظاما جديدا للقروض المتناهية الصغر اقتبس في جهات شتى من العالم. ولاحظ يونس في البدايات ان نساء احدى القرى اللواتي يقمن بصنع مفروشات من الخيزران كن يضطرن إلى الاقتراض الربوي لشراء الخيزران ثم يقمن بتسديد ارباحهن إلى المقرضين. وكانت قيمة اول قرض يقدمه 27دولارا اعطاها من جيبه الخاص استفادت منه 27امرأة في تلك القرية. وقالت سواتي تانيجا مديرة المؤتمر:"نحن سعداء جدا بموافقة محمد يونس على المشاركة في منتدى التمويل الاسلامي الدولي. ورغم ان فكرة تقديم القروض للفقراء كأداة للحد من الفقر ليست فريدة بحد ذاتها، الا ان يونس ادرك برؤيته الثاقبة ضرورة تأسيس مؤسسة تقدم القروض للمحتاجين وهي فكرة تعتبر جوهرية في الفكر الاقتصادي الاسلامي". واشارت إلى ان الكلمة التي سيلقيها يونس خلال جلسة الرواد لن تنحصر حول مفهوم القروض الصغيرة ومسيرة تطور بنك غرامين، بل سيسلط الضوء ايضا على دور المرأة وكيف يمكن للشركات والمؤسسات ان تساعد الفقراء فضلا عن عرض امثلة حية عن الدور الاجتماعي للشركات. وتأسس منتدى التمويل الاسلامي الدولي في دبي قبل ثماني سنوات ويعد حاليا من ابرز المنتديات المتخصصة في خارطة المؤتمرات الخاصة بالمصارف الاسلامية. وقالت تانيجا:"يوجد حاليا العديد من المؤتمرات المستنسخة عن هذا المنتدى ولكنه يبقى نسيج وحده بينها". واضافت ان قطاع التمويل الاسلامي حقق الكثير من القفزات اللافتة منذ تأسيس المنتدى وخاصة في منطقة الشرق الاوسط التي تشهد حاليا صفقات واصدارات بمليارات الدولارات سنويا. وقالت:"رغم ان قطاع المصارف الاسلامية ليس محصنا ضد تقلبات الاسواق العالمية التي نشهدها حاليا في القطاع المالي التقليدي، الا انه حقق تطورا كبيرا جعلته من القوة والمتانة بحيث يستطيع تجنب اسوأ الازمات". واضاف ان منتدى التمويل الاسلامي الدولي الذي ينعقد في دبي في ابريل سيستفيد من الآراء العميقة التي يقدمها عدد من ابرز الخبراء في العالم في هذا الميدان الذي يمثلون مراكز التمويل الاسلامي في انحاء المعمورة حيث يجتمع المصرفيون الاسلاميون والعلماء المتبحرون في دبي التي تطمح لتكون مركزا رائدا للتمويل الاسلامي اقليميا ودوليا. ويحتفل المنتدى ايضا بانجازات التمويل الاسلامي المميزة من خلال جوائز منتدى التمويل الاسلامي الدولي التي تكرم اصحاب هذه الانجازات من افراد ومؤسسات وشركات.