وسط مستجدات الأحداث إقليمياً وعالمياً، مازالت المملكة تشهد حراكاً غير مسبوق، تترجمه مشاهد كثيرة، يتوافد فيها قادة الدول وكبار المسؤولين على المملكة، للقاء نظرائهم السعوديين، من أجل التشاور والتنسيق بشأن ما ينبغي فعله تجاه موضوعات كثيرة، تتصدرها آليات استعادة الهدوء في المواقع المضطربة أمنياً وعسكرياً في العالم. ويحرص قادة العالم وكبار المسؤولين أثناء زياراتهم للمملكة، على لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والاستماع إلى آرائه السديدة، ووجهة نظره الحكيمة -حفظه الله- في التعامل المثالي مع الملفات الساخنة، وكانت آخر زيارة لمسؤول كبير للمملكة، لدولة رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية جورجينا ميلوني، التي حرصت على الاجتماع بولي العهد، ومناقشة موضوعات دولية، بجانب موضوعات أخرى تخص العلاقات الثنائية بين البلدين، وزاد من أهمية الزيارة، أنها تزامنت مع ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية وعسكرية، مما يستوجب التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. زيارات المسؤولين الغربيين وغيرهم، تعكس تقدير حكومات العالم لمكانة المملكة الدينية والاقتصادية، وثقلها المحوري على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن ثقلها السياسي والدبلوماسي، الذي يساعد في إيجاد حلول سريعة وناجعة للمشكلات العالقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم، ما يجعل السعودية مشاركة وبقوة في صناعة القرار الدولي، وتحديد بوصلة اهتمامات العالم، وترتيب أولوياته. وبجانب أمور السياسة، لا تنسى المملكة أن تشتمل اللقاءات والاجتماعات التي تعقدها مع كبار المسؤولين، على ملفات اقتصادية، تنعش التبادل التجاري، وترتقي بمستوى التنسيق والتحالف الاقتصادي بين الدول، بما يخدم أهداف وتطلعات رؤية 2030، ومشاريعها الكبرى الهادفة إلى إيجاد اقتصاد وطني قوي ومستدام، وهو ما حدث مع المسؤولة الإيطالية، حيث أسفرت الزيارة عن تأسيس اللجنة السعودية - الإيطالية المشتركة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، وتوفير آليات حوكمة فعالة لتأطير التعاون والعمل المشترك، بما يحقق تطلعات البلدين للنهوض بالعلاقات الثنائية بينهما لمستوى الشراكة الاستراتيجية. وفي جميع الزيارات واللقاءات، تحرص المملكة على استعراض جديد القضية الفلسطينية، وتعزيز الدعم الدولي المطلوب، الذي يثمر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدسالشرقية، إذ تؤكد السعودية للمسؤولين كافة، أن حل قضية فلسطين، يعزز استقرار المنطقة والعالم، ويساعد على تنمية ورخاء الشعوب، وهو ما يدعم جهود المملكة لحصد تأييد دولي، لمبدأ حل الدولتين.