يصل إلى عمان اليوم الجمعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في زيارة رسمية للأردن يعقد خلالها قمة مهمة مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تبحث التطورات في المنطقة على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط والمصالحة العربية العربية وتنقية الأجواء. ويعلق الأردن الرسمي والشعبي أهمية خاصة لزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى المملكة، فيما واصلت الصحف الأردنية لليوم الثاني على التوالي أمس الاحتفال بهذه الزيارة كل على طريقتها محتفية بضيف الأردن الكبير. أهمية خاصة وقالت صحفة الرأي الأردنية: “إن أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي يقوم بها إلى المملكة تكمن، في محورين متكاملين، أولهما توطيد العلاقات التاريخية المميزة، التي تربط البلدين الشقيقين، والثاني التأكيد على الدور التشاوري والتكاملي المستمر بين قيادتي البلدين إزاء كثير من القضايا والملفات. وتتناول المباحثات بين الملك عبدالله الثاني وأخيه خادم الحرمين الشريفين سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وتحظى زيادة خادم الحرمين الشريفين بأهمية خاصة لجهة توقيتها، ودقة الظروف التي تمر بها المنطقة، خصوصًا فيما يتعلق بعملية السلام”. كما يعول كثيرًا على زيارة الضيف الكبير، والتي تأتي في إطار جولة عربية، لجهة تجسيد وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك الذي يمثل الشيء الكثير للبلدين بصفتهما الداعمين الأكبر لقضاياه المصيرية. ويربط الأردن و المملكة العربية السعودية علاقات ودية أخوية صهرتها الاهتمامات المشتركة، والمصالح المتبادلة، وروابط دين وجوار وأخوة وأمن واستقرار لا يتجزأ وموروث تاريخي ووحدة جغرافية وفكرية واجتماعية متميزة. وحافظ البلدان على تمتين هذه العلاقات من خلال التواصل والتعاون والتنسيق المستمر، ومن خلال تبادل الخبرات والمنافع والاحترام المتبادل، وفق رؤية وموقف بأن كل من البلدين هو بمثابة أن كلًا منهما يشكل العمق الاستراتيجي للآخر. محللون: التقاء فى كثير من الثوابت السياسية وينظر محللون ومراقبون إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين بأهمية بالغة في تعزيز التعاون بين البلدين على الأصعدة الثنائية في مختلف المجالات، وتعزيز العلاقات بين البلدين التي شهدت تطورًا كبيرًا ونقلة نوعية مميزة، حيث وصلت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة بفضل توجيهات القيادة العليا في البلدين التي قادت إلى بناء علاقة تشاركية قوية تقوم على المصالح المشتركة المستندة إلى ثوابت راسخة وقوية. وتؤشر زيارة خادم الحرمين الشريفين، والتي تعد الثانية إلى المملكة، على مدلولات تعكس مدى حالة التنسيق والتشاور بين البلدين، اللذين يحملان رؤية واستراتيجيات منسجمة ومتوافقة إزاء قضايا الأمة، وكذلك إدراك البلدين أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات إلى طموحات الشعبين الشقيقين، اللذين يتلاقيان بالثقافة والعادات والتقاليد، والتي تستند إلى ثوابت عربية إسلامية. ويؤكد مراقبون ومحللون أن النتائج المرتقبة للزيارة “المهمة” و“التاريخية” من شأنها التراكم على ما وصلت إليه العلاقات خلال الفترة الماضية، سواء على الصعيد الثنائي في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، أو على صعيد المنطقة والإقليم، إذ يحمل البلدان رؤى وتوجهات منسجمة إلى حد التماهي. ويتلاقى الأردن والشقيقة السعودية في كثير من الثوابت السياسية، التي تجعل منهما ركيزة أساسية في الملفات، إذ تستند إلى العقلانية والاعتدال والتوازن، وهو ما يجعل من مواقفهما محط اهتمام دول المنطقة والعالم، خصوصًا فيما يتعلق بالملفات الساخنة في الشرق الأوسط على وجه التحديد، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وتعكس القمة الأردنية – السعودية، مدى حرص الملك عبدالله الثاني وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على أهمية التواصل والتشاور المستمرين، إذ إن هذا القمة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات، تقتضي توحيد المواقف العربية، وتكثيف الجهود بما يخدم العملية السلمية واستئناف المفاوضات، وهو ما تعمل وتسعى إليه قيادتا البلدين، التي تدرك أهمية الوقت في التوصل إلى نتائج إيجابية بما يخدم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني. وتنطلق العلاقات الأردنية - السعودية في تميزها ومتانتها إلى ما توليه قيادتا البلدين من اهتمام قائم على خدمة المصالح المشترك، وتحقيق التكاملية في تعزيزها على مختلف الأصعدة والمجالات، والتي تشكل أنموذجًا حيويًا للعلاقات العربية العربية، ولأواصر الأخوة وعراها التي لا تنفصم، ولأصالة النهج الذي تسير عليه قيادتا البلدين، في التأكيد على روح الأخوة والتعاون البناء، والتعاضد بين الأشقاء. تطور على كافة الأصعدة وسط تقدير وتثمين أردني شعبي ورسمي، لدور السعودية في دعم الأردن في مختلف المجالات، ولأهمية هذا الدور في تعزيز مشهد العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تجلت في أبهى صورتها في حالة التمازج والتناغم الشعبي بين مواطني البلدين، والذي يتجسد في صور متنوعة، فهنالك العديد من السعوديين المقيمين في الأردن، كمستثمرين أو طلبة أو زوار، والذين هم في بيتهم الثاني. ومن خلال هذا الواقع يتطلع كثير من الاقتصاديين الأردنيين إلى مزيد من الاستثمارات السعودية في الأردن، خصوصًا في المجالات التي تشكل تحديات استراتيجية كالمياه والطاقة والبيئة والنقل والسياحة والبنى التحتية، بما يخدم البلدين، والتي من شأنها تعزيز العلاقات وتمتينها في حين أن هنالك الكثير من الأردنين، الذي يعملون في المملكة العربية السعودية، والذين بتوجيهات واهتمام خادم الحرمين الشريفين، يلتقون رعاية واهتمام، وكأنهم في بلدهم. ولابد من الإشارة إلى التكريم الأردني للمواقف السعودية الداعمة للأردن، حيث أعلن خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الأولى للأردن، عن تسمية أكبر مشروع سكني في الأردن باسم خادم الحرمين الشريفين “مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود السكنية”.و العلاقات الأردنية السعودية تشهد تطورًا على كافة الأصعدة خاصة الاقتصادية وأصبحت معها الشريك التجاري الأول، حيث تظهر أرقام التبادل التجاري استمرار النمو بالاتجاهين رافقها ارتفاع حجم الاستثمارات. مجلس الأعمال الأردني السعودي ركيزة فى دعم العلاقات وبلغة الأرقام، بلغت الصادرات الأردنية إلى السعودية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي حوالي 157 مليون دينار مقابل 132 مليون دينار لذات الفترة من 2009 بينما زادت المستوردات إلى 747 مليون دينار مقابل 585 مليون دينار لذات الفترة. وتتصدر الاستثمارات السعودية قائمة أكبر عشر دول صنفت على أنها الأكثر استثمارًا في الأردن، من حيث حجم المشروعات الاستثمارية، ووصلت حتي نهاية شهر آذار من العام الحالي حوالي ملياري دولار. فيما وصل حجم الاستثمار السعودي في بورصة عمان بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي حوالي 456ر1 مليار دينار من حجم الاستثمارات الأجنبية الكلية في البورصة. وما يعزز العمل المشترك والثنائي بين البلدين، إنه يستند إلى عمل مؤسسي مشترك، من خلال كثير من المجالس واللجان المشتركة، والتي من خلال عملها دعمت العلاقات، وساهمت في إيجاد فضاءات رحبة للتعاون الثنائي. وبحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية للنائب الأول لرئيس غرفة تجارة الأردن عيسى حيدر مراد، فإن مجلس الأعمال الأردني السعودي المشترك في دعم العلاقات الاقتصادية، من خلال طرح العديد من الموضوعات والنقاط خلال الاجتماعات الدورية، والعمل من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها، وتذليل العقبات التي تحول دون تعزيز التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. ولفت إلى أن المجلس يشكل قاعدة قوية ومتينة مكنت الجانبين من تعزيز علاقاتهما في شتى المجالات، ويعتبر من أكثر المجالس العربية المشتركة فعالية في ممارسة دوره وتحقيق أهدافه من خلال تبني الآليات المهمة المحركة والدافعة لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية. وأشار إلى أن المجلس سيعقد اجتماعًا في شهر تشرين أول المقبل، حيث سيتم خلال الاجتماع طرح مزيد من المشروعات الاستثمارية بمجالات الطاقة والنقل والسياحة، معربًا عن أمله بزيادة المستوردات السعودية من منتجات الخضروات الأردنية والخدمات. وأكد أن القطاع الخاص في البلدين يقوم بدور أساسي في النشاط الاقتصادي في ظل ما يتمتع به البلدان من سياسات اقتصادية متحررة ومنفتحة في التجارة والصناعة والزراعة والخدمات والاستثمار. إن المباحثات التي سيجريها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه خادم الحرمين الشريفين، الذي يزور الأردن اليوم الجمعة، لتكون ثاني زيارة له إلى الأردن، سواء تلك التي تتناول العلاقات الثنائية أو العربية المشتركة، من شأنها زيادة وتقوية الروابط المشتركة بين البلدين، وتوطيد العلاقات الودية والأخوية التي صهرتها الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة، بما يخدم مصالح شعبي البلدين، ودعم المصالح والقضايا العربية.
صحيفة الدستور: الزيارة تكرس الأمن والاستقرار بالمنطقة بدورها نقلت صحيفة “الدستور” عن فعاليات سياسية وحزبية ونقابية تأكيدها على الأهمية البالغة التي تكتسبها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى الأردن، ولقائه الملك عبدالله الثاني، والتي من شأنها تكريس العلاقات الأردنية السعودية ودعم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وشددوا على أهمية القمة الأردنية السعودية التي تأتي في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، وبخاصة أن الأمور في المنطقة تستدعي توحيد المواقف وتكثيف الجهود والتحرك باتجاه إعادة إطلاق عملية السلام، واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولًا إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. وأشاروا إلى جهود قيادتي البلدين وحرصهما الأكيد على تفعيل التشاور والتنسيق المستمر حيال كافة الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات في المنطقة إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويصب في تعزيز وحدة الصف والتضامن العربي في مواجهة التحديات والظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة. ووصفوا العلاقات الأردنية السعودية بأنها نموذج يحتذى به في العلاقات العربية - العربية بفضل العلاقات الأخوية والمتينة بين القائدين الكبيرين وتتمتع بودية وأخوة وجوار تجلت من خلال الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة والمحافظة على تلك الروابط بالتواصل والتعاون والتنسيق المستمر. وقال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران: “إن هذة الزيارة تأتي لترسيخ العلاقة القوية والمتينة بين الملك عبدالله الثاني وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتقوية الروابط المميزة بين البلدين الشقيقين.” وأضاف: إنها تهدف إلى مزيد من التنسيق السياسي والاقتصادي بين الدول العربية بشكل عام والمجموعة العربية التي تنتهج سياسات متقاربة حول مختلف قضايا المنطقة خصوصًا المتعلق منها بالصراع العربي الإسرائيلي، وما يتوجب اتخاذه من تدابير لدعم عملية السلام والوقوف بوجه التهديدات الإسرائيلية ضد سوريا ولبنان وأخذ مواقف محددة وموحدة من مختلف هذة القضايا، لافتا إلى أن جولة خادم الحرمين الشريفين تؤكد أن التقارب مع سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة، ولتمكين العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف من القضايا الساخنة. وقال: “إن الزعيمين من المنتظر أن يناقشا عددًا من الملفات المهمة والمرتبطة بالأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق، ونوه إلى أن علاقات جلالة الملك عبدالله الثاني مع القوى الدولية والاحترام الذي يحظى به جلالته في كافة المحافل يجعل منه مرجعية للدول العربية التي ترغب بإيصال صوتها إلى هذه الدول والقوى، وهو ما يؤكد على حرص العرب على تنسيق علاقاتهم مع الأردن”. وأكد الدكتور محمد أبوهديب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي على أهمية الزيارة التي وصفها بالتاريخية والمهمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأردن. وقال أبوهديب: “إن الزيارة تأتي في وقت مهم على صعيد العلاقات العربية العربية، وعلى صعيد التطورات السياسية في المنطقة العربية وخصوصًا الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية والإقليمية المتمثلة في لبنان والعراق سعيًا من الزعيمين للخروج بالحلول لإخراج المنطقة من الأزمات. وأضاف: “إن أهمية الزيارة تكمن في هذا التوقيت بالذات لتوحيد الموقف العربي الجماعي في مواجهة هذه التحديات في ظل تعثر مفاوضات السلام في المنطقة”. وأكد أن الزيارة تأتي لتطوير العلاقات الأردنية السعودية المتطورة حيث ستسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي.