في كل المواقف وفي عزّ الأزمات واشتعال الأحداث تُثبت المملكة بأنها صانعة السلام، وأنها رمّانة العدل في موازين السياسة الدولية، والبوصلة التي تمسك بزمام الأمور وتوازنها. ففي مشهدٍ يعكس الثقة الدولية المتنامية التي تحظى بها المملكة نجدها تحوّلت وجهةً موثوقةً لقادة العالم؛ وليس ببعيد ما يقف عليه العالم، وما يُبصره المتابع، أن قادة الولاياتالمتحدة وروسيا الاتحادية اختاروا المملكة لتكون الخيار الأنجع والأوفق لتلمُّس الأفق السلمي للأزمة الأوكرانية. وهنا يتجلّى الحضور الساطع واللافت والمكانة السياسية الرفيعة التي يحظى بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقدرته على مدّ جسور التواصل بين الفرقاء، وموثوقيته العالية التي تجعله الأقدر والأجدر على تيسير الحوار البنّاء لتقريب وجهات النظر. إن المملكة العربية السعودية، ومن منطلق التزامها بمسؤولياتها الإقليمية والدولية، ترى في الحوار الصادق السبيل الوحيد لإيجاد حلٍ سلميٍ للأزمة، وتحرص على الدفع نحو توافق دولي حول الأطر والآليات التي تُعزّز الأمن والاستقرار العالمي، بعيداً عن لغة التصعيد، وقريباً من روح التفاهم والتعاون. ولا غرو في ظل هذا الحضور الدولي للمملكة والثقة التي تتمتّع بها جعل جهود بلادنا مُقدّرة، وهو ما تمثّل وتترجم في إشادات واسعة من قيادات العالم، ولعل آخرها إشادة الولاياتالمتحدة الأميركية بوساطة سمو ولي العهد ومساعي سموه الحميدة، وما تلقاه جهود المملكة الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي من تقدير وامتنان من قيادات كبرى دول العالم؛ فشكر الولاياتالمتحدة الأميركية لسمو ولي العهد يأتي في إطار تقدير القيادة الأميركية لسموه الكريم -حفظه الله- ولمكانة المملكة السياسية والاقتصادية وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي، والمكانة التي تحظى بها المملكة وقيادتها الرشيدة -حفظها الله- في المجتمع الدولي. في المجمل تبقى جهود المملكة ملمحاً حضارياً وقيمة عالية على جميع المستويات، إن على المستوى الحضور أو التأثير، سياسياً واقتصادياً، وإنسانياً، وثقافياً، وذلك عبر جهودها المتنوعة الرامية إلى تحقيق الرخاء والسلام والتواد، وإشاعة التسامح والحوار الحضاري الذي لا ينطلق وفق إيديولوجيات ضيّقة أو حسابات منحازة سواء للعرق أو الهوية أو غيرها، وإنما تستهدف خير الإنسان وسلامه ورفاهه في كل أصقاع العالم.