«الأونروا»: مليون نازح لم يتلقوا مساعدات غذائية الشهر الماضي بيرنز: على الجانبين اتخاذ خيارات صعبة وتقديم تنازلات عسيرة إطلاق نار يردي إسرائيليين في معبر حدودي مع الأردن مع دخول الحرب على قطاع غزة شهرها الثاني عشر، لا مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية الدامية أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والإفراج عن رهائن، يأتي هذا بعد مقتل ناشطة أميركية - تركية الجمعة خلال تظاهرة ضد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة حيث اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، بينما أسفت واشنطن ل"الخسارة المأساوية". وتسبّبت الحرب التي بدأت بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، بدمار هائل وسقوط آلاف الشهداء والجرحى وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة. فقبيل الفجر وفي الصباح الباكر، هزت غارات جوية عدة وقصف مدفعي القطاع الفلسطيني المحاصر، وقال شهود ومسعفون إن أكثر من 17 فلسطينيا على الأقل استشهدوا، بينهم نساء وأطفال، في جباليا ومدينة غزة في الشمال، وكذلك في النصيرات والبريج في الوسط. وكتب مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني عبر منصة إكس "أحد عشر شهرا، كفى، لا أحد يستطيع تحمل هذا الأمر فترة أطول، يجب أن تنتصر الإنسانية، يجب وقف النار الآن". وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل إلى هدنة، في وقت يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغوطا داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح رهائن خطفوا خلال هجوم الحركة الفلسطينية. وتجمع آلاف المتظاهرين مساء السبت في تل أبيب ومدن أخرى بينها القدس وحيفا، مطالبين الحكومة بتأمين إطلاق الرهائن، وحملوا لافتات كتبت عليها "أيديكم ملطخة بالدماء" و"من التالي؟" في إشارة إلى مقتل ستة رهائن استعادت إسرائيل جثثهم من جنوب قطاع غزة الأحد. وفي غزة، قال مسعفون إن ما لا يقل عن 61 شخصا استشهدوا في غضون 48 ساعة في هجمات للجيش الإسرائيلي على أنحاء القطاع، وقال مسعفون فلسطينيون إن الشهداء سقطوا في غارات جوية على مدرستين يلوذ بهما نازحون، إحداهما في مدينة غزة والأخرى في مخيم جباليا للاجئين، وذكر الجيش الإسرائيلي أن الهجوم استهدف مسلحين من حماس كانوا ينفذون عمليات من داخل مجمع المدرسة. وقالت وزارة الصحة في غزة الأحد، إن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر ارتفع إلى 40972، كما ارتفع عدد المصابين إلى 94761. من جهتها أكَّدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن نحو مليون نازح لم يتلقوا حصصاً غذائية الشهر الماضي جنوب قطاع غزة، نتيجة صعوبة الوصول لمراكز توزيع المساعدات الغذائية، واستمرار نزوح آلاف العائلات الفلسطينية، جراء استمرار القصف الإسرائيلي، وأشارت وكالة الغوث، إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة تعرضوا لعدد غير مسبوق من الأحداث العنيفة والمؤلمة، مؤكدة صعوبة الأوضاع الإنسانية للنازحين الفلسطينيين الذين انتشرت في صفوفهم الأوبئة الخطيرة، لافتة النظر للأوضاع الصعبة لأطفال غزة الذين حُرموا للعام الثاني على التوالي من التعليم، بعد أن دمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي 70 % من مدارسهم. وفي الضفة، اعتقلت القوات الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين 35 فلسطينيا على الأقل، بينهم أسرى سابقون، إضافة إلى استدعاء مواطنة. وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ، في بيان مشترك الأحد أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، إن "عمليات الاعتقال توزعت على أغلبية محافظات الضفة، فيما تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، خلال حملات الاعتقال، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وتخريب منازل الفلسطينيين وتدميرها". وأضاف البيان أن "قوات الاحتلال تواصل تنفيذ حملات الاعتقال الممنهجة، كإحدى أبرز السياسات الثابتة، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة المستمرة، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين، وإنما من حيث مستوى الجرائم التي ترتكبها". من جانب آخر، قال وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأميركية ورئيس وفد التفاوض الأميركي لإنهاء الحرب في غزة إن مقترحا أكثر تفصيلا بخصوص وقف إطلاق النار في القطاع سيطرح في غضون الأيام المقبلة. وبعد 11 شهرا من اندلاع الحرب في غزة، قال بيرنز إنه يعمل جاهدا على "نصوص وصياغات مبتكرة" مع الدولتين الوسيطتين مصر وقطر للتوصل إلى وقف إطلاق نار، عن طريق إيجاد مقترح يرضي الطرفين. وقال بيرنز في فعالية أقامتها صحيفة فاينانشال تايمز في لندن، متحدثا إلى جانب ريتشارد مور مدير جهاز المخابرات البريطانية (إم آي 6) في ظهور علني مشترك غير مسبوق "سنقدم هذا المقترح بشكل أكثر تفصيلا، وآمل أن يتم ذلك في الأيام القليلة المقبلة، وبعد ذلك سنرى". وأضاف أن الأمر يتعلق بالإرادة السياسية، وعبر عن أمله في أن يدرك الزعماء على الجانبين أن "الوقت حان أخيرا لاتخاذ بعض الخيارات الصعبة وتقديم بعض التنازلات العسيرة". وقال إنه تم الاتفاق على 90 بالمئة من الفقرات، لكن العشرة بالمئة الأخيرة دائما الأصعب. وأضاف "أملي هو.. أن يدركوا ما هو على المحك هنا وأن يكونوا على استعداد للمضي قدما على هذا الأساس". وفي الأردن، قالت وزارة الداخلية الأحد: إن السلطات بدأت التحقيق في واقعة إطلاق رصاص على الجانب الآخر من جسر الملك حسين، المعروف في إسرائيل باسم جسر "اللنبي"، وذلك بعد إعلان مقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين جراء الهجوم، وقتل ثلاثة إسرائيليين في هجوم بإطلاق نار على محطة شحن عند الجسر الحدودي مع الأردن، ونقل موقع "0404" العبري عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن "إرهابيا وصل عبر الأردن على متن شاحنة باتجاه الجسر وترجل من الشاحنة وفتح النار على القوات التي تحرس المعبر". وأضاف أن "قوات الأمن تمكنت من القضاء على الإرهابي، وتم تحديد مقتل عدد من المدنيين الإسرائيليين الذين أصيبوا نتيجة الهجوم". ووفق الموقع، هرعت قوات من جيش الدفاع الإسرائيلي إلى مكان الحادث. وقال مسؤول أردني إن السلطات أغلقت جسر الملك حسين مع الضفة الغربيةالمحتلة ويحقق في واقعة إطلاق النار. وحدثت الواقعة في منطقة للبضائع التجارية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حيث تقوم شاحنات أردنية بتفريغ بضائع متجهة من الأردن إلى الضفة الغربيةالمحتلة.