الليلة يسدل الستار على المهرجان الرابع عشر للمسرح الخليجي الذي احتضنته العاصمة الرياض حاملة مشعل الثقافة والفنون، المهرجان الذي حمل عنواناً رئيساً لأعماله (البنية الأساسية في المسرح الخليجي)، وستعلن الجوائز للفائزين وسيفرح الفائز بجائزته، أشياء جميلة جاء بها المهرجان لعل من أبرزها وأجملها فعالية: الحضور الجماهيري الكبير من المهتمين المحبين للمشاهدة المسرح الخليجي وعروضه الجديدة، حيث مثّل لهم المهرجان حدثاً ثقافياً بارزاً، مهرجان جمع بين المواهب المسرحية من مختلف دول الخليج، من بداية المهرجان حتي نهاية عروضه البارحة، شهد حضوراً جماهيرياً لافتاً عكس اهتمام المجتمع السعودي بالفنون والثقافة، فالحضور الجماهيري الذي شهدته أروقة المهرجان والعروض المسرحية جاء مؤشراً على الوعي الثقافي لدى المجتمع ورغبتهم في دعم الفنون المحلية والتعرف على الأعمال المسرحية الجديدة، الأمر الذي عزز من ثقافة المسرح والمساهمة في نشر الوعي والدلالة على أهمية الفنون في الحياة اليومية، الحضور المدهش في مسرح جامعة الأميرة نورة أتاح للفنانين فرص التواصل مع جمهورهم وعزز من فرص اكتشاف المواهب الجديدة، رأى الحضور ما قدمه المهرجان في منصته للفنانين والتي كان غرضها إبراز أعمال الفنانين وتطوير المشهد المسرحي في المنطقة. إن حضور الجمهور والمهتمين بالمسرح حفز الفنانين على تقديم المزيد من الإبداع على الخشبة المسرحية، ومثّل فرصة تسليط الضوء على الهوية الثقافية الخليجية من خلال استعراض الأعمال المسرحية التي عكست قضايا المجتمع الخليجي وتاريخه، وعزز من روح الانتماء وشجع على الحفاظ على التراث الثقافي من خلال المسرح، الأمر الذي جعل الجمهور يتمكن من التفاعل مع قضايا حيوية عكست واقعهم، لم يكن الحضور الجماهيري للمهرجان بالرياض مجرد عدد، بل كان تصوراً واعياً ودلالة على اهتمام المجتمع بدعم الفنون وتقديرها مما ساهم في تعزيز الهوية الثقافية، كذلك تطوير المشهد وتأكيد لفعالية الرؤية التي قادها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه-. الفعالية الثانية: تمثلت في (المسامرات) والتي حفلت باللقاءات الفردية والجماعية في خيمة المسرحيين بعد العروض المسرحية، في خيمة المسامرات اجتمع محبو الثقافة والفن والمسرح، دارت الحوارات بينهم في أجواء موسيقية هادئة، تطرقوا فيها إلى النجاحات والإبداعات في دورات المسرح الخليجي السابقة، والتي كان لها الفضل في بروز أسماء بالمسرح الخليجي، المسامرات ضمت الفئات العمرية المشاركة، تبادلت الخبرات والمهارات من الجيل السابق للجيل المبدع القادم، فشكراً لهيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة بقيادة رئيسها التنفيذي الأستاذ سلطان البازعي، والتي عملت على جعل المسرح قريباً من الإنسان كفعل تنويري وبصري، وشكراً للأستاذ خالد الباز رئيس المهرجان ولكل من عمل معه إدارياً وتنظيمياً وفنياً، وشكراً لمن حضر في قاعة العروض وفي خيمة المسامرات.