زاد انتشار أعداد المستخدمين للانترنت حول العالم، ممّا أثّر بشكل مباشرعلى موارد دور النشر والمكتبات والصحف المحلية، كما أن عامل السرعة التي صنعها الانترنت في نقل المعلومة، وتكلفة نقلها، سبب في تراجع الوسائل التقليدية لوسائل الاعلام، ووصلت أزمة الصحف الورقية في ذروتها، حيث استغنت الكثير من الصحف عن خدمات موظفيها، وذلك بسبب معاناة تلك الصحف من قلة الدخل، لأن معظم فئات المجتمع ذكوراً واناثاً وكباراً وصغاراً ، أصبحوا يتصفّحون الكتب والمجلات والصحف من الانترنت، وأصبحنا نعيش زمن اغلاق مكتبات ودور نشر عن أنشطتها، ولم يقف الحال عند هذا الحدّ، بل ان الصحافة الورقية توقفت، منها مجلة المنهل العريقة توقفت منذ 3 سنوات، ومجلة الحج توقفت منذ سنتين، وكذلك الحال مجلة اقرأ، وتظل أزمة المؤسسات الصحفية قائمة طالما ما لم تقم وزارة الإعلام بالتعاطف مع مؤسساتنا الصحفية ، والتي ينهل منها الكثير من الأفراد الأخبار والإعلانات ، ولم يقف الحال في بلادنا الغالية، وانما طال العديد من المؤسسات الصحفية بدول العالم ، ففي امريكا أغلفت 2200 صحيفة مطبوعة، وانخفض عدد الصحفيين العاملين في الصحف المطبوعة الامريكية الى النصف تقريباً، وفي بريطانيا توقفت الاندبندنت منذ عام 2016م وتم تخفيض عدد موظفيها، وكذلك صحيفة ذي لندن ببيبير في عام 2009م، ولذلك سارعت عدة بلدان الى تقديم دعم مباشر وغير مباشر إلى مؤسساتها الصحفية وأخذت الازمة تعصف بمؤسسات صحفية كبيرة في الشرق الأوسط، حيث توقفت صحيفة الحياة اللندنية بشكل نهائي عام 2020م، وكذلك صحيفة السفير اللبنانية، وجريدة البيرق اللبنانية، وفي مصر توقفت صحيفة الأحرار، وكذلك الحال في معظم دول الشرق الأوسط، ، ومع ذلك قامت بعض الدول بدعم مؤسساتها الصحفية ، باعتبارها خدمة أساسية، لحمايتها من الانهيار المالي، وصادق الكونغرس الأمريكي على قانون دعم الصحف ووسائل الاعلام، ضمن حزم التحفيز التي أقرها للشركات المتضررة. إن الكتاب أوالمجلة اوالصحيفة الورقية، مادة يمكن لمسها والاحتفاظ بها، فهي تمنح القراء تفاعلاً ملموساً مع الأخبار وقدرة على الاسترخاء بعيداً عن الشاشات، وهي أفضل لصحة العينين، وأنها أفضل من ناحية الترّكيز÷ عكس القراءة عن طريق الأجهزة الإلكترونية. لذا، نأمل من وزارة الاعلام الالتفات نحو مؤسساتنا الصحفية قبل إغلاقها.