نظراً لأن النوع الثانى من مرض السكري، له علاقة بالإستعداد الوراثى و غير ذلك، فإن الأشخاص الذين تزداد لديهم إحتمالات الإصابة بالسكري، يتخذون بعض الإحتياطات التى تساعد علي تقّليل هذا الإحتمال، من ذلك الإلتزام بالانضباط الغذائي، والحفاظ على أسلوب حياة نشط للرياضة، فيه نصيب كبير، للمحافظة على اللياقة الجسدية، ومنع الوزن الزائد. في أحد أعداد مجلة اللانسيت البريطانية الطبية هذا العام 2024، نًشر بحث يشير إلى احتمالات زيادة الإصابة بمرض السكر عند من يتعرضون لإضاءة عالية أثناء الليل. في تجربة علمية، تم التعامل مع خمس وثمانين ألف إنسان، أًلبس كلٌ منهم جهازاً حساسا للضوء لمدة أسبوع ، يقيس كمية تعرُّض الجسم للضوء أيا كان مصدره، سواء أكان ضوء الشمس، أو أضواء الإنارة المنزلية، أو إنارة الشوارع، وكذلك إضاءة الأجهزة الحديثة كالهواتف الذكية، وأجهزة الكومبيوتر، ومن ثم تمت متابعة كل المشتركين في الدراسة مدة ثماني سنوات. أظهرت الدراسة، أن نصف المشتركين تعرّضوا لكمية ضوء قليلة جداً خلال الفترة من الساعة الثانية عشرة والنصف إلى الساعة السادسة صباحا، و هؤلاء ظهر أنهم 0منون من حدوث مرض السكر ، أما الذين كانوا بين أكثر عشرة في المائة تعرُّضا للضوء، فإن احتمال حدوث مرض السكر عندهم يزيد بمعدل مرة ونصف عن أقرانهم الذين كانت لياليهم أقرب إلى الإظلام ، و هذا يعادل نسبة حدوث مرض السكر عند من لديهم تاريخ عائلي لمرض السكر، مقارنة بأولئك الذين يخلو تاريخهم العائلي منه . وقد تأكد هذا حتى بعد التحكُّم في العوامل الأخرى التى قد تتدخل لزيادة إحتمالات السكر، مثل الخلفية الإجتماعية أو الإقتصادية، التدخين، نوع الغذاء، وممارسة الرياضة، والعمل في ساعات الليل. و قد حاول بعض العلماء تفسير هذه الظاهرة، فذكروا أن التعرُّض بشكل مزمن لإضاءة عالية في ساعات الليل، يؤدي إلى الإخلال بساعة الجسم الحيوية الداخلية، و ساعة الجسم الحيوية هذه تتحكم في عمليات إمتصاص الطعام، وإفراز الإنسولين، و يؤدى الإخلال بها إلى نشوء ظاهرة مقاومة الإنسولين في الجسم، و هذا هو ما يؤدى إلى الإصابة بالسكر من النوع الثاني. الخطوة المقبلة هي القيام بادخال إجراءات تعديلية لتخفيض تعرُّض الجسم للضوء في ساعات الليل، أو في ساعات نوم النهار، مثل تخفيض سطوع الأجهزة الحديثة، و إطفاء الأنوار في بعض ساعات الليل، و استعمال ستائر داكنة لا ينفذ منها الضوء، و من ثم دراسة أثر ذلك في تعديل إحتمالات الإصابة بالسكر، و الدراسات اللاحقة هذه: إمّا أنها ستدعم ما تمت ملاحظته، وإمّا أنها قد تقلّل من أهميته، و حتى الانتهاء من الدراسات اللاحقة، فإننا نُنصح الأفراد الذين ترتفع عندهم احتمالات الإصابة بالسكر، بالحرص على النوم الصحى ليلاً حيث ساعات الإظلام، أو الحرص عند الإضطرار للنوم النهاري، على تعّتيم مكان النوم . وصدق الله العظيم : (وَجَعَلنَا 0للَّيلَ لِبَاساً).