16 ألف إنسان سرق المحتل حياتهم كل ساعة أكثر فظاعة مما سبقها واصل الطيران الإسرائيلي، في اليوم ال 61 للحرب على غزة، غاراته وقصفه المكثف على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء. ودخلت الحرب الإسرائيلية على غزة الشهر الثالث، حيث وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية برا وجوا في خانيونس جنوبا، في وقت تواصل فصائل المقاومة التصدي لتوغل البري للاحتلال، وتشتبك معه في أكثر من محور. وأقدمت قوات الاحتلال خلال الساعات الأخيرة على إخلاء مستشفى كمال عدوان بالقوة بعد إخراجه عن الخدمة في تكرار لسيناريو مجمع الشفاء. وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى نحو 16.250 شهيدا، من بينهم أكثر من 1240 شهيدا، منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مطلع شهر ديسمبر الحالي. شهيدان بمخيم الفارعة استشهد فلسطينيان وأصيب 11 آخرون برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال، مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب طوباس شمالي الضفة الغربية.وأكدت مصادر طبية، استشهاد شاب وطفل، وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بإصابة 11 مواطنا برصاص الاحتلال والشظايا، وجرى تقديم الإسعافات العاجلة لهم ونقلهم للمستشفى. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الفارعة معززة بالآليات العسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، حيث اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال قرب مدخل المخيم، وسط إطلاق نار كثيف وسماع أصوات انفجارات. وتشهد مدن الضفة الغربيةالمحتلة، اقتحامات شبه يومية لقوات الاحتلال، تنتهي عادة باعتقال وإصابة عدد من الفلسطينيين، واستشهاد آخرين في بعض الأحيان. بؤرة استيطانية جديدة وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، "كرفانات" على جبل "راس أبو جمرة"، شرق طولكرم. وقال أحد مالكي الأرض ماهر دريدي، إن أصحاب الأرض "تفاجأوا بآليات الاحتلال وهي تضع كرفانات متحركة جاهزة للسكن، على الجبل". وأضاف أن "هذا العمل جاء بعد أن شرعت جرافات الاحتلال قبل 10 أيام، بتجريف أرضه في الجبل وتسويتها، دون سابق إنذار وبدون معرفة الأسباب، مع عدم السماح لأصحابها بالاقتراب منها نهائيا، رغم أن العائلة تملك الأوراق الثبوتية، التي تثبت ملكيتها للأرض". وأشار إلى أن "مساحة الأرض تبلغ 32 دونما، تعود ملكيتها لعائلة لآل دريدي من بلدة بيت ليد، وتقع في الجهة الشرقية لمستوطنة عناب المقامة، أصلا على أراضي قرى وبلدات رامين وبيت ليد وكفر اللبد شرق طولكرم". بدوره، أوضح عضو مجلس بلدي بيت ليد معن راشد، أن "جرافات الاحتلال جرفت مساحات من الأرض في الجبل وتقسيمه إلى مقاطع، ثم ربط المنطقة بشبكة كهرباء وكوابل، واليوم تم وضع كرفانات متحركة". واعتبر أن هذا الإجراء بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة، وربطها بمستوطنة عناب التي لا يفصلها عنها سوى شارع، وبالتالي المزيد من الاستيلاء على أراضي البلدة الغربية، المحاصرة أيضا من جهتها الشمالية، عدا عن إغلاقها المتواصل لمداخلها بالسواتر الترابية منذ شهر تقريبا. استهداف مدارس الأممالمتحدة قالت جهات حقوقية، إن إسرائيل صعدت هجماتها على مدارس تأوي نازحين، تابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مناطق متفرقة من قطاع غزة. وذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنه وثق هجمات إسرائيلية مكثفة بالطائرات والمدفعية في الساعات 24 الماضية على خمس مدارس على الأقل، تابعة لأونروا خلفت مئات القتلى والجرحى، في انتهاك جسيم للحصانة القانونية التي تتمتع بها منشآت الأممالمتحدة. وحسب البيان، تضمنت الهجمات صباح امس استهداف مدرسة "فلسطين" التابعة لأونروا في مخيم جباليا شمال القطاع، ومدرسة "الفلاح" في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، إضافة إلى مدرسة "صلاح الدين" في مخيم جباليا، ومدرسة أخرى في منطقة بني سهيلا في خان يونس. ويوم أمس، قتل وأصيب عشرات النازحين جراء هجمات إسرائيلية استهدفت مدرسة "معن" في خان يونس التي شهدت كذلك تعرض مدرسة أخرى لأضرار جانبية نتيجة لقصف مدفعي أسفر عن قتل أربعة نازحين على الأقل وإصابة 20 آخرين بجروح. وقال المرصد الأورومتوسطي، إن جميع المدارس التابعة لأونروا يتكدس فيها مئات آلاف النازحين الفلسطينيين، ممن يبحثون عن ملجأ آمن هربا من هجمات إسرائيل التي تلاحقهم بغاراتها دون هوادة. وأظهرت الإحصاءات الأولية للأورومتوسطي أن ما يقرب من 9ر1 مليون شخص في غزة (من أصل 3ر2 مليون نسمة)، أصبحوا نازحين داخليا، منهم ما يقرب من 2ر1 مليون يقيمون في 156 منشأة تابعة للأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة.من جهتها، وثقت أونروا أكثر من 120 استهدافا لمرافقها منذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، بما في ذلك ضربات مباشرة لأكثر من 30 منشأة للوكالة الدولية. واللافت، بحسب المرصد الحقوقي، أن بعض المدارس التي تأوي النازحين وتتبع للأمم المتحدة تعرضت لهجمات متكررة من إسرائيل، منها مدرسة "الفاخورة" في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. إذ تعرضت المدرسة إلى هجوم إسرائيلي في 19 نوفمبر الماضي، ما خلف مئات القتلى والجرحى بعضهم وهم نيام، وفي الرابع من الشهر نفسه تعرضت ذات المدرسة إلى قصف مدفعي مكثف، خلف عشرات الضحايا. بموازاة ذلك تعرضت مدرسة "تل الزعتر" في شمال قطاع غزة لعدة هجمات إسرائيلية متكررة، كان أشدها في 18 نوفمبر الماضي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصا وإصابة العشرات بجروح. وترفع منشآت أونروا، مثلها مثل جميع مرافق الأممالمتحدة، علم الأممالمتحدة على سطحها، وتتم مشاركة إحداثيات جميع المدارس والمراكز، التي تحولت إلى ملاجئ طواريء للمدنيين بشكل دوري مع السلطات الإسرائيلية ذات الصلة. وأكد المرصد الأورومتوسطي، أنه ينبغي لإسرائيل الوفاء بكل التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك وقف استهداف المدنيين ومنشآت الأممالمتحدة، واحترام المبدأ الأساسي لحرمة وحصانة المنشآت الدولية بموجب قواعد الحرب. تهجير إلى سيناء يأتي ذلك فيما أكدت الفصائل الفلسطينية في غزة على "الموقف الفلسطيني الموحد رسميًا وشعبيًا في التصدي للمؤامرة، التي تهدف إلى تهجير شعبنا من قطاع غزة إلى سيناء (المصرية)". وقالت الفصائل ، في بيان صحفي ، إنها ترفض "مشاريع لتوطين الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة سواء في سيناء أو غيرها، وأن شعبنا الفلسطيني له وطن واحد يعيش فيه هو فلسطين فقط". وأضافت أنها "تحذر من أي تساوق مع المشروع الإسرائيلي، بالتهجير تحت عناوين الحماية أو المساعدة الإنسانية أو المناطق الآمنة، وأن من يريد حماية الشعب الفلسطيني في غزة عليه أن يتدخل لوقف حرب الإبادة الجماعية".واستأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، بعد أسبوع من الهدنة، وقتل أكثر من 16 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي. رعب مطلق أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة فولكر تورك، أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم"، متحدثا خلال مؤتمر صحافي في جنيف. وقال تورك إنه بعد شهرين على "الهجمات التي نفذتها حماس ما زال المدنيون في غزة يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي". ودعا إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن. وقد قتل حتى الان 16248 شخصا أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال في قطاع غزة منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس. وأكد تورك أن "الوضع الإنساني كارثي" مضيفا أن "الفلسطينيين في غزة يعيشون في رعب مطلق يتفاقم". وأشار إلى "مخاطر متزايدة" بوقوع "جرائم فظيعة" من إبادة وجرائم في حق الإنسانية وجرائم حرب. ودعا إلى "اتخاذ تدابير بصورة عاجلة سواء من الطرفين المعنيين أو من جميع الدول وخصوصا تلك التي لديها نفوذ، لمنع وقوع مثل هذه الجرائم". كذلك، أعرب عن مخاوفه حيال "تصريحات تنزع الصفة البشرية" عن الأشخاص، أدلى بها "مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى حاليون أو سابقون"، مشددا على أن "التاريخ أثبت لنا إلى أين يمكن أن يقود هذا النوع من الكلام". وتابع "هذا ليس غير مقبول وحسب، بل يمكن لمحكمة مختصة اعتبار مثل هذه التصريحات... بمثابة تحريض على ارتكاب جرائم فظيعة". عائلة تتحلق حول جثمان والدهم في خان يونس شاب يحتضن جثامين أقاربه في خان يونس (رويترز)