الحياة قصيرة والمشاغل كثيرة، ألم يحن الوقت أن نَصدق في اتصالنا مع أنفسنا، وتواصلنا مع من حولنا، ونُكافح باستمرار في تطوير مهاراتنا التي ستجعلنا قادرين على تحقيق التغيير الإيجابي؟ لنكن مصدر إلهام ولا ندع أي تحدٍ يقف في طريقنا، ولنستمتع بقوة التواصل الإنساني مع كل ما أنعم الله به علينا من أصدقاء وأحبة.. كثيراً ما نستخدم في حديثنا اتصالاً وتواصلاً! بينهما فرقٌ كبير، باختصار، عملية الاتصال هي وجود طرفٍ واحد فعّال مثلاً الحديث مع النفس أو مشاهدة التلفاز أو قراءة كتاب، أما عملية التواصل فهي عمليّة تفاعلية تشاركية متواصلة بين شخصين أو أكثر ولها عدة أدوات ووسائل وأهداف ورسائل، وهي محور عملية نقل الخبرات الإنسانية عبر الأجيال، ومن خلال رحلتي في بناء وتطوير الذات التي امتدت لأكثر من 28 عاماً، وجدت أن أطول رحلة في حياة الإنسان تستحق أن يخوضها بتأنٍّ وتعمّق هي رحلته داخل ذاته، فيكتشف ما بها من كنوز وأسرار ثم يبدأ بصقلها وتهذيبها ويُناضل بتطويرها ليرتقي بها ويستمتع بالعيش معها في توازن صحي، "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".. الذاريات. ضبط الاتصال مع الذات له أهمية كبيرة في حياتنا الشخصية والمهنية، ويُساعد في فهم احتياجاتنا ورغباتنا، حيث تكون وسيلة الاتصال هي المخ الذي يُترجم الأفكار والمشاعر ويفسرها ويتخذ القرارات بناءً على ذلك، من بداية الحديث مع الذات مروراً بعدة حالات من مراجعة، لوم، نقد، تعزيز، تقدير لهذه الذات، مستمراً بعمليات مُعقدة بين العقل والقلب، ولكن مع هذا كله، يبقى الاتصال الذاتي من أصدق الحوارات وأكثرها ديناميكية، فالاتصال السليم بالذات يؤدي إلى الشعور بالسلام الداخلي والثقة بالنفس وتقديرها، ويُقلل من التوتر والمشاكل ويُحافظ على الصحة النفسية، ويُسهم في تواصل بنّاء لبناء علاقات صحية مثمرة مع الآخرين، ويصقل تعاملنا معهم في فهم واحترام وجهات نظرهم إن اختلفت أو تشابهت، وبالتالي نتمكن من التعاون في تحقيق الأهداف المشتركة بيننا وحل المشكلات بصورة أفضل وذلك يقودنا إلى أسرار مفاتيح النجاح في: كيفية الحفاظ على اتصال فاعل يبدأ من الذات ويمتد إلى التواصل الدولي؟ فبعد أن تحدثت عن أهمية ضبط الاتصال مع الذات أنتقل معكم إلى براعة التواصل مع الآخرين من الأسرة إلى العالم، هي نفس التقنية ولكن بمحتويات متناسبة ومتناغمة على حسب المُتلقي وشخصيته وبيئته وتكوين ثقافته، أنثر لكم مفتاح النجاح التي تكْمن في اتباع قواعد الاستماع الجيد الذي يُعزز التواصل الفعّال ويُساعد على بناء الثقة والتفاهم في تواصل واضح يُعبر عن أفكارنا ومشاعرنا بوضوح وصراحة مع أهمية استخدام تعبيرات لغة الجسد لتعزيز ما نقوله، فكلما كانت رسائلنا متناسقة في جميع أركانها محددة وموجهة واضحة ومُهذبة كان تواصلنا مؤثراً ومُلهماً وأكثر فاعلية، كما أن الاستفادة من أخطائنا غير المكررة تُعد تجربة مُضافة لخبراتنا، فكل تجربة هي فرصة للتعلم وتحسين للأداء المستقبلي، أيضاً، التواصل مع أشخاص من خلفيات ثقافية متنوعة يُساعد على تعزيز التعاون الثقافي في بناء تواصل قوي ومُثمر، ويُساهم في فتح آفاق أذهاننا لاستيعاب واحترام تلك الاختلافات وفقاً للمنشأ والبيئة والعُمر والرغبة والقبول لدينا، وقد لعبت التكنولوجيا دوراً كبيراً في وعينا بالتنوع الموجود في هذا العالم من حولنا وأعانتنا على إقامة علاقات فعالة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. أخيراً، الحياة قصيرة والمشاغل كثيرة، ألم يحن الوقت أن نَصدق في اتصالنا مع أنفسنا وتواصلنا مع من حولنا ونُكافح باستمرار في تطوير مهاراتنا التي ستجعلنا قادرين على تحقيق التغيير الإيجابي؟ لنكن مصدر إلهام ولا ندع أي تحدٍ يقف في طريقنا. ولنستمتع بقوة التواصل الإنساني مع كل ما أنعم الله به علينا من أصدقاء وأحبة، ولنجعل هذا التواصل وسيلة لتحقيق النجاح والتوازن في حياتنا، فاليوم هم معنا وغداً سيرحلون أو أنهم سيبقون، ونحن الراحلون.