استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الاثنين، بمقر الرئاسة الفلسطينية، سامح شكري، وزير الخارجية المصري، الذى يزور رام الله في إطار توجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمواصلة دعم الأشقاء في فلسطين، والاستمرار في الجهود الحالية لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والبناء عليه من أجل تحقيق التهدئة الشاملة والمستدامة، فضلًا عن التشاور مع القيادة الفلسطينية بشأن الجهود ذات الصلة بإعادة الإعمار في قطاع غزة، وتوفير الدعم التنموي لسائر الأراضي الفلسطينية، وأكد وزير الخارجية المصري موقف مصر الراسخ من دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق. وأعرب السيد الرئيس، عن تقدير دولة فلسطين رئيساً وحكومة وشعباً، لمواقف جمهورية مصر العربية الشقيقة، الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي تعكس دورها العربي الرائد في الدفاع عن شعبنا وحقوقه المشروعة، ولمبادرة الرئيس المصري بتقديم مصر 500 مليون دولار لعملية إعادة إعمار غزة. فى سياق موازٍ، استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين، وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال زيارته إلى عمَّان، وأعلن «شكرى» استمرار مصر في التنسيق والتشاور مع الأشقاء حيال القضية الفلسطينية، وخلال مؤتمر صحفي مشترك قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي: إن مصر بذلت جهودًا مكثفة وحققت إنجازًا كبيرًا في التوصل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، مشددًا على "أنه لا حل ولا سلام عادلًا وشاملًا إلا إذا تم إنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل الدولتين وفق المعايير الدولية". ومن جانبه، تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي جو بايدن، تناول "تبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التباحث حول موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والولاياتالمتحدة". وأكد الرئيس الأميركي على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء والتفاهم المتبادل بين الولاياتالمتحدة ومصر، ومن ثم تطلع الإدارة الأميركية لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات، خاصةً في ضوء دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً، وجهودها السياسية الفعالة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها. وقد تم التباحث بين الرئيسين حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة، فضلاً عن دعم تثبيت هدنة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية ودعم أميركي كامل، وكذلك الجهود الدولية الرامية لإعادة إعمار غزة وتقديم المساعدات الإنسانية الملحة لها، حيث أوضح الرئيس بايدن عزم بلاده على العمل لاستعادة الهدوء وإعادة الأوضاع كما كانت عليه في الأراضي الفلسطينية، وكذلك تنسيق الجهود مع كافة الشركاء الدوليين من أجل دعم السلطة الفلسطينية وكذلك إعادة الإعمار، وفي هذا السياق جدد الرئيس الأميركي الإعراب عن تقدير واشنطن البالغ للجهود الناجحة للرئيس السيسي والأجهزة المصرية للتوصل إلى وقف إطلاق النار الأخير، مبدياً تطلعه لاستمرار التشاور والتنسيق مع سيادته في هذا الخصوص. وتسعى مصر عبر اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف المعنية، للوقف الفوري لإطلاق النار، إنقاذاً لأرواح الأبرياء التي تسقط كل يوم، وتمهيداً لإحياء مفاوضات سلام حقيقية وجادة تستهدف الوصول لحل جذري للقضية الأساس بدلاً من الارتكان للوضع الهش الحالي، الذي لن ينتج سوى دائرة مفرغة من العنف المتكرر، يدفع ثمنها الأبرياء. وتبذل القاهرة جهودا حثيثة مع الأطراف المختلفة والمجتمع الدولي للتهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، وكذلك الحيلولة دون تكرار المواجهات في القدس والضفة الغربية، في وقت توجد فيه حالة ملحة لإطلاق مفاوضات سلام جادة على أساس حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، وآخرها قرار 2334. وتستعد القاهرة لاستضافة اجتماعات للبدء في مفاوضات الهدنة الدائمة في غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، برعاية مصرية للاتفاق على جدول أعمال لمباحثات تثبيت وقف إطلاق النار في غزة. من جهة أخرى، كشف عضو اللجنة المركزية لفتح صبري صيدم عن توجه لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية يشارك فيها الجميع لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية. وقال صيدم للصحفيين في رام الله، أمس، إن هناك خطوات عملية "نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية والتركيز على إحياء العملية السياسية الداخلية القائمة على الشراكة والاحتكام للقرار السياسي الفلسطيني المستقل". وذكر صيدم، أن فتح تسعى لعقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية خلال الفترة القادمة وترتيب موعد لانعقاد المجلس المركزي الفلسطيني، وهو ثاني أكبر مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. وأكد ضرورة أن تكون الوحدة الوطنية أحد أهم مخرجات العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة باعتبارها "الانتصار الحقيقي". واعتبر أن استمرار الانقسام الداخلي من شأنه "زيادة حجم الهوة الموجودة في الحياة السياسية الفلسطينية وانعدام التركيز على أمهات المشكلات وهي استمرار الاحتلال الإسرائيلي وضرورة إنهائه". وأشار صيدم إلى أن إسرائيل خرجت من المشهد الأخير دون صورة انتصار، ولذلك تحاول البحث عن أي انتصار هنا أو هناك، داعيا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية. وتوترت العلاقة بين فتح وحركة (حماس) مؤخرا إثر إعلان الرئيس محمود عباس في 30 إبريل الماضي تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي كانت مقررة في 22 من الشهر الجاري بسبب عدم سماح إسرائيل بإجرائها في شرق القدس. صبري صيدم