أيام قليلة ونودع عاماً شهد عديداً من المتغيرات في السياسة والاقتصاد والرياضة.. عام سريع في أحداثه، تبدلت فيه ملامح واستيقظت مشاعر.. مزدحم جداً حتى أنك لا تستطيع أن تحصي مقدار العفن الذي شهده بعضه مقابل الجمال والحبور لدى البعض الآخر. الأهم في هذا العام أنه شهد قدراً من الفساد السياسي الإيراني حتى بلغ حد الانفجار ليسطر كثيراً من إرادة الشعوب العربية بوقوفها الصارم أمام المد الفارسي بعد أن سئمت عفنه وطائفيته والضرر البالغ من الفساد والظلم اللذين يصنعهما بكل بلد يحل فيه.. ليكتب تاريخ هذا العام انتصار الشعبين العراقي واللبناني لبلديهما بالخروج لطرد الإيراني وأذنابه من القتلة والمرتشين واللصوص وبصدور مفتوحة أمام الرصاص.. والأماني بتحقق رغبة الشعبين على خطى السودان التي تحررت من ديكتاتورها في أبريل من هذا العام، وبدأت برسم مناهج السير على خطى النماء والارتقاء.. وندعو الله أن تسير بعض الدول على نفس الخطى السودانية. عام مر أمام أعمارنا القصيرة لكن بقدر ما فيه من عفن سياسي.. كان يقابله رقي في أماكن أخرى.. ولن نخرج عن إطارنا في الشرق الأوسط كيف لا وبقدر التدهور الاقتصادي والمعنوي الذي تعيشه دول الإفساد إيران وتركيا على المحيط العربي، يقابله تغيير في الاقتصادات العالمية والبورصات المالية ليتوجه نحو الرقي والإيجاب بطرح جزء صغير من أسهم أكبر شركة في العالم "أرامكو" للاكتتاب مما أحدث نقلة مالية استنفرت كل الأقلام والتحاليل السياسية حتى بلغت بوصفها تحولاً اقتصادياً فتت كثيراً من الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم هذا العام. عام عاشه السعوديون بكثير من الفرح والألق ففيه تمت تسمية السعودية كمستضيف لقمة العشرين وهو أكبر تجمع سياسي اقتصادي في العالم.. ولم تتوقف الأفراح عند ذلك بل بمقدار الألق الذي شهدته مواسم الترفيه الراقي لهذه البلاد لتحضر أفضل الرياضات في العالم وبنجومها الكبار وتقدم نفسها بأفضل تنافس على أرضها.. ولن ننسى إذ ننسى أن السيطرة على كرة القدم في آسيا قد عادت في هذا العام للسعوديين على يد فريقها الهلال الذي ظفر بزعامة القارة وكأس أبطالها ليكون حاضراً في كأس العالم للأندية. لنبتعد عن الأحرف البارزة لدى الآخرين فلن يسمح عدد الكلمات المتاح من أن نمد العدد الإيجابي أكثر.. لكن حري أن نقول بقدر ما هناك من عفن ومن تأخر وسياسات مضطربة وشعوب متطلعة للانفكاك من المد الفارسي الغاشم، ففي بلادي السعودية أخبار الفرح تطغى وتثير حبوراً مستمراً، وقبل نحو قرنين قال الشاعر الألماني غوته: "قل للحظة العابرة تمهلي قليلاً فما أجملك".. فالمملكة تعيش ألقاً وارتقاء وتوجهاً لتحقيق رؤية عظيمة "2030" أقرها ملك عادل حكيم، ويقودها شاب مُدرك متطلع.. ويساندهما بكل إخلاص وحُب شعب راقٍ وفي.