من حسن حظي أنني تواجدت في دهاليز الإعلام قبل عقد ونصف، سواء في المرئي أو المقروء عبر برامج تلفزيونية أو مقالات متنوعة تتناول القضايا الاجتماعية وغيرها، ولو عرجنا على الاعلام المرئي لوجدنا أن أكثر ما يهتم به الاعلامي داخل المنظومة السبق الصحفي ومصداقية الخبر، لسبب بسيط أن المتلقي يحتاج مادة ومحتوى يشاهده ويزداد ثقافة ومعرفة من حوار أو فيلم وثائقي ونشرة أخبار تكون مليئة بالأحداث تحت غطاء إخباري رائع، الاعلام كما نعرفه مصدر قوة ومنبر للمشاهد ونافذة يطلع عليها المتلقي ليرى العالم من حوله وماذا يجرى؟ أحداث تقع يوميا، "مؤتمرات/ندوات/ملتقيات"، وكوارث أيضا. الإعلام يترصد ويقطف الأخبار ويقدمها للمتابع ليكون قريباً من الحدث!. المملكة العربية السعودية رسخت العلاقات ووطدتها مع العالم الخارجي بعلاقات وسياسات تعكس مدى ومكانة البلاد، ولم تكن المملكة على مدى تاريخها أن أوقعت بنفسها ببث أخبار لدول أخرى عن نشاط أو حدث وهي لم تتقصى حقيقة الحدث، هذا التفسير الإعلامي المنطقي والأخلاقي عكسته وسائل الإعلام الخارجية المعادية، في ظل هذا الواقع الحالي وتغيره واحداثه المتسارعة، هذه التغيرات الدراماتيكية ساهمت في زيادة الهجوم على المملكة، المتابع بشكل عام يرى اننا تأخرنا كثيرا في مجابهة الإعلام المناقض للحقيقة ونقل الحدث وتغطيته ومواكبة مايجر والرد عليه، على مايبدو ان هذا الضعف ليس بسبب العنصر السعودي داخل المنظومة الإعلامية! لكنه بسبب الأفكار في طرح البرامج ودعمها تسويقيا والارتباط والتعاون بين المنظومة وموظفيها؟ الاعلام في الزمن السابق كان يسمى السلطة الرابعة لكنه في هذا الزمن تحول إلى قوة رابعة، تساهم مع هذه اللحمة الوطنية والولاء تجاه وولاة الأمر حفظهم الله، وصد كل عدو مترصد ومن يزعم أنه على حق وهو باطل، ولو تطرقنا لقضية الاستاذ جمال خاشقجي رحمه الله، ومسألة قتله داخل قنصلية البلاد في إسطنبول وتعاطي الاعلام الخارجي على مدار الساعة، كأن لم يكن لديهم سوى قضيته، عندما سخروا الاعلام المرئي والمقروء وزيفوا الحقائق، كنا نأمل من قنواتنا التواجد في هذه الأحداث بشكل أقوى يدعم سياستنا، وصدّ العدوان الاعلامي بتسخير مواد ومحتويات تملأ الشاشة ومواضيع وتغطيات ومحللين ومستشارين، يضيفون للمشاهد ويمنحونه معرفة بحقيقة القضية، كلنا ثقة بأن يجد اعلامنا المرئي أشخاص وطنيون أكفاء مستشارين يؤخذ برأيهم من لهم خبرة ودراية بالعمل الإعلامي. "مملكتنا غالية وتباً لكل إعلام حاقد". Your browser does not support the video tag.