تستعد مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الأحساء لإطلاق معرضها التوعوي عن أهمية فحص ما قبل الزواج، وذلك في متنزه جبل القارة لمدة يومين اعتباراً من تاريخ 30 محرم 1439ه، وسيكون التركيز فيه على زيادة وعي المجتمع تجاه أمراض الدم الوراثية، وأهمية فحص ما قبل الزواج لوقاية الأجيال القادمة منها، وشرح معنى الزواج الآمن، كما ستتم خلال المعرض العديد من الفعاليات التوعوية لجميع فئات المجتمع والشرائح العمرية بما فيها الأطفال. ويعتبر فحص الزواج الصحي برنامجا وطنيا وقائيا إلزاميا لإجراء الفحص للمقبلين على الزواج ولمعرفة وجود الإصابة أو حمل الصفة الوراثية لبعض أمراض الدم الوراثية الشائعة بالمملكة (فقر الدم المنجلي - البيتا ثلاسيميا)، كما تم لاحقاً من خلال القرار السامي رقم 110 في 8/4/1429ه إضافة بعض الأمراض المعدية (التهاب الكبد الفيروسي ب/ج - نقص المناعة المكتسب) وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض من أحد طرفي الزواج إلى الطرف الآخر أو من الأبوين إلى الأبناء في المستقبل وإعطاء الخيارات والبدائل والنصائح الطبية للخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحياً، من أجل ضمان أجيال قادمة معافاة من أمراض الدم الوراثية المنتشرة والتي تشكل عبئاً ثقيلاً على المرضى وذويهم من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية، كما أنها تشكل عبئاً كبيراً على النظام الصحي بشكل عام. وأوضحت "الصحة" ل"الرياض" في الأحساء أن عدد المتقدمين للفحص في برنامج الزواج الصحي بالأحساء منذ إقراره وانطلاقه عام 1425ه وحتى الآن تجاوز (300) ألف شخص، مشيرة إلى أنه تم تطوير البرنامج عبر توفير أحدث الأجهزة التشخيصية للأمراض المشمولة بالفحص، إضافة إلى وجود عدد من الأطباء السعوديين المختصين والذين يشار إليهم بالبنان في مجال أمراض الدم والأمراض المعدية، كما تم تسهيل إجراءات الاستقبال والفحص وتدوين النتائج وتسليمها وإجراءات عيادة المشورة الوراثية بالبرنامج لتتم إلكترونياً وذلك ضمن الخدمات الإلكترونية لوزارة الصحة. وبينت الصحة أن برنامج الزواج الصحي شكل نقلة نوعية على مستوى الوقاية من الأمراض المشمولة بالفحص منذ إقراره، حيث أصبح المجتمع أكثر وعياً تجاه هذه الأمراض، وعلى ثقة في برنامج الزواج الصحي وأهميته، حيث تشير إحصائيات البرنامج بوزارة الصحة أن نسبة المستجيبين للمشورة الطبية الذين لم يتموا إجراءات عقد النكاح بسبب عدم التوافق ارتفعت من حوالي 9 % بداية تطبيق البرنامج إلى 60 % على مستوى المملكة، حيث يتم إحالة الطرفين المقبلين على الزواج بنتيجة فحص غير متوافقة أو أحدهما حاملاً والآخر مصاباً من ناحية أمراض الدم الوراثية، أو أحدهما مصاباً بأحد الأمراض المعدية المشمولة بالفحص إلى عيادة المشورة الطبية، وفيها يتم إبلاغهما بنتائج الفحوصات بشكل مهني دقيق والتأكد التام من استيعابهما وفهمهما الصحيح لمعنى هذه النتائج وآثارها الصحية حتى على المدى البعيد، وتقديم المشورة الطبية والإجابة عن جميع الاستفسارات من الناحية الطبية، مع ترك حرية القرار لإكمال عقد الزواج من عدمه للطرفين، وتسعى العيادة من خلال ذلك إلى محاولة الحد من الزواج غير الآمن فيما يخص أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا)، أما فيما يخص الأمراض المعدية وبالذات (التهاب الكبد الفيروسي ب و ج) فإن عيادة المشورة تهدف إلى تقليل المخاوف المرتبطة بهذه الأمراض من خلال إيصال المعلومات العلمية الصحيحة والدقيقة وشرح الاحتياطات الوقائية والتطعيمات اللازمة والخيارات العلاجية المتاحة من خلال مراجعة عيادة الجهاز الهضمي والعيادات الأخرى المختصة. يذكر صحة الأحساء نفذت العديد من البرامج التوعوية بهدف رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع تجاه أهمية فحص الزواج ودوره في وقاية الأجيال القادمة بإذن الله، وقد أقامت خلال الفترة الماضية بالتعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة أمراض الدم الوراثية ملتقى كبيرا لتوعية مأذوني عقود الأنكحة، إضافة إلى تنفيذ عدد من الأنشطة والمعارض التوعوية المختلفة على مدار العام.