رغم الترحيب الكبير بقرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه والذي يؤكد حاجة أبناء المملكة الفعلية لمصادر الترفيه داخل بلادهم بدلاً من السفر إلى الخارج وانفاق مليارات الريالات سنوياً، خرج علينا البعض بأقوال تحاول تحجيم دور الهيئة وعرقلة خطواتها الأولى، وتوجيه مسيرتها في اتجاهات محدودة، بدعوى الحفاظ على الأخلاق العامة أو من خلال التستر خلف شعارات دينية وكأن الترفيه يعني الانحلال أو ارتكاب الموبقات وليس وسيلة للترويح المباح عن النفس، دون أدنى إدراك حقيقي لأهميته من الناحية الاجتماعية والإقتصادية والصحية. والمُلفت للنظر أن أمثال هؤلاء يحاولون جاهدين حصر دور الهيئة في تنظيم نوع معين من الأنشطة الترفيهية مثل لعبة الصابون وشد الحبل على حساب أنشطة أخرى مثل الحفلات الغنائية أو السينما والمسرح في مصادرة غير مقبولة لاحتياجات المواطنين لمصادر الترفيه المختلفة، ومحاولة لفرض وصاية على الهيئة والمواطن، متناسين أن الأصل في الترفيه هو الاختيار الذاتي والقناعات الشخصية، فهل يعقل أن يختار لك أحد نوع الترفيه الذي تحب أن تستمتع به أو نوع الطعام الذي ترغب في تناوله؟ ويفهم كل عاقل أن مثل هذه الأصوات والتي تعالت بقوة مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى تفريغ دور هيئة الترفيه من مضمونه وتحويل الهيئة إلى كيان جان وهش وعاجز عن أداء رسالته وهو الأمر الذي يتطلب مساندة الهيئة بكل قوة، وتوفير كل ما يلزمها من إمكانات ومناخ عام لأداء الدور المنوط بها في التأسيس لصناعة الترفيه بالمملكة وتوفير كل الخيارات من مصادر الترفيه دون وصاية من أحد، ولاسيما أن التقنيات الحديثة جعلت السينما داخل كل منزل، والمسرح يبث على الهواء مباشرة من كل مسارح العالم إلى شاشات الكومبيوتر وأجهزة الجوال، فليس من حق أحد توجيه الهيئة إلى أنشطة ترفيهية بعينها على حساب مصادر وأنشطة أخرى، كما أنه ليس من حق أحد أن يحدد لي ماذا أحتاج من الأنشطة الترفيهية دون أخرى، ويبقى الخيار مفتوحا لكافة شرائح المجتمع ليختار ما يريد ويستمتع به من مصادر الترفيه، دون وصاية من مشككين يتربصون بالهيئة وبنا في دهاليز الشبكات الاجتماعية.