شملت الأوامر الملكية الجديدة والتي أعلن عنها مؤخرًا تأسيس هيئة عامة للترفيه، والترفيه في معناه العام هو عبارة عن خدمات وأنشطة تقدم بغرض التسلية والترويح عن النفس، وهو نشاط نقوم به أوقات الفراغ، ويعد الترفيه عنصرًا أساسيًّا في علم النفس وهو وسيلة للمرح وسلامة العقل والجسد وتجديد النشاط وكسر روتين الحياة. لعله من غير المعتاد الإعلان عن تأسيس هيئة عامة للترفيه على اعتبار أن الترفيه هو أحد المكونات الأساسية لأي مجتمع، وقد يكون مثل هذا القرار مفاجئاً للبعض ولكن المجتمع بشكل عام عانى كثيرًا خلال الفترة الماضية من نضوب وسائل الترفيه بمختلف أنواعها بل حتى بعض المدن الساحلية والتي تجد فيها الشواطئ الطويلة حجبت عنها وسائل الترفيه، سخرت أجزاء كبيرة من تلك الشواطئ لأغراض مختلفة مما جعل قنوات الترفيه محدودة للغاية بل تكاد لا تتجاوز الأسواق التجارية أو بعض مواقع الملاهي التي تعاني ألعابها الكثير من الأعطال المختلفة. عوامل كثيرة ساهمت في جعل قنوات الترفيه لدينا محدودة مما جعل كثيراً من العوائل الميسورة تلجأ للسفر خارج الوطن في الإجازات بل إن بعض العوائل قد تلجأ للاقتراض من أجل السفر والترفيه وذلك على الرغم من وجود العديد من المقومات التي يمكن تطويرها وتأهيلها لتصبح وسائل ترفيهية مميزة غير أننا لم نستفد منها حتى الآن. تأسيس هيئة خاصة بالترفيه يمثل تحولًا كبيرًا في المجتمع كما يرفع من سقف طموحات وتطلعات أفراد المجتمع لإيجاد وسائل ترفيهية هادفة تكون متوافقة مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا كما إنها تفتح المجال أمام العديد من الأفكار التي لم تفعل منذ فترة طويلة كدور السينما والسيرك والمسارح والمتاحف والمهرجانات ومدن الملاهي الكبرى ومراكز الألعاب والحدائق بمختلف أنواعها وغيرها من أنواع الترفيه المختلفة والموجودة في العديد من دول العالم. تطوير الترفيه لن يساهم فقط في التسلية والترويح عن النفس بل وفي إيجاد فرص عمل للشباب والشابات كما سيساهم في تطوير المواهب الفنية مما سيلعب دوراً بارزاً على مستوى الاقتصاد، وذلك من خلال التكامل بين الترفيه والسياحة. [email protected]