احتفل المسلمون في روسيا بعيد الأضحى المبارك حيث أقيمت صلاة العيد وخطبته في المساجد في مختلف المناطق الروسية باهتمام إعلامي واضح عكس الدور المتنامي للمسلمين في المجتمع الروسي. وقد وجه الرئيس بوتن برقية تهنئة للمسلمين الروس بحلول عيد الأضحى المبارك مركزاً على مدى أهمية هذه المناسبة ومعانيها الجليلة وجاء في هذه الرسالة أن الإسلام بمبادئه السمحة إنما يدعو إلى للسلام والمحبة والعمل الصالح لما فيه خير الناس بغض أيا كانت انتماءاتهم الدينية والعرقية، وشدد الرئيس الروسي في تهنئته هذه على الأهمية الكبرى التي ترتديها هذه المناسبة في زمن يتوجب فيه على المجتمع والدولة مواجهة التطرف بجميع تجلياته ومظاهره والتصدي لمحاولات تشويه الجوهر الحقيقي للإسلام ومنع استغلاله لأغراض عدوانية معبرا عن قناعته بأن المسلمين الروس سيتابعون تطوير حوار الأديان لتكريس التفاهم وعلاقات الجوار الطيبة متمنيا للمسلمين كل الصحة والسعادة. وقد قرأ خطاب الرئيس الروسي سماحة المفتي راوي عين الدين في المسجد المركزي الذي احتشدت في ألوف المسلمين حتى ضاقت عنهم رغم التوسعات باحته وحدائقه المحيطة وتلا المفتي الروسي كلمات تهنئة من كبار المسؤولين في روسيا ودول التجمع موجها في غضون ذلك تهنئة مجلس المفتين فيروسيا إلى جميع المسلمين في روسيا والعالم، وركز راوي عين الدين في خطبة العيد على المعاني الجليلة لهذه المناسبة المباركة مؤكد على أهمية متابعة حوار الأديان والحضارات وأهمية التمسك بتعاليم الدين الحنيف ونبذ الشر والعنف والتطرف ومبرزا أهم فضائل وتعاليم هذا العيد المبارك والذي يتجلى بالمعاملة الطيبة الحسنة وصلة الأرحام وتعميق الإيمان والتمسك بهذا الانتماء والحرص على إبراز جوهر الدين الإسلامي السمح وتقاليده على مر الأزمان . ونقلت بعض القنوات الروسية الرئيسية صلاة العيد وخطبته في بث مباشر وهو أمر كان من منسيات المراحل الأيديولوجية السابقة. وأفردت وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة برامج عديدة عن الإسلام وعيد الأضحى المبارك وريبورتاجات حية عن مناسك الحج والاهتمام الكبير الذي أولته قيادة المملكة لتأمين شؤون الحجيج والإجراءات الأمنية الواسعة لضمان سلامتهم وريبورتاجات عن التقاليد الإسلامية الأصيلة في هذه الأيام الفضيلة. وتناولت بعض الريبورتاجات والبرامج الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك في المناطق الروسية المختلفة حيث تم إبراز هذه الأجواء في شمال القفقاس والشيشان بشكل خاص حيث تم إعلان عطلة إضافية بهذه المناسبة مع إبراز التبرع بالأضحيات وتوزيعها على المحتاجين والمعوزين. من جهة ثانية أوضح المسؤول الفيدرالي عن الرقابة الصحية أن عدة آلاف من الحجاج الروس - توجهوا إلى بيت الله الحرام عن طريق تركيا منوها بوجود مخاطر أثناء عودتهم عبر منطقة أغري - حيث ظهرت إصابات بفيروس إنفلونزا الطيور - التي مروا خلالها إبان ذهابهم لأداء فريضة الحج وأن الجهات المختصة قد تضطر إن استدعت الضرورة ذلك لتغيير خط سير العودة منوها بإنشاء بعض المراكز الطبية على الحدود مع أذربيجان حيث يتم العبور إلى الأراضي الروسية لإجراء الفحوص اللازمة والتأكد من سلامة الحجاج نشير أخيرا إلى أن عدد الحجاج الروس الذين توجهوا هذا العام لأداء فريضة الحج تجاوز ثلاثة عشر ألفاً.