تحلق شركة بوينج BA الأمريكية يوميا في أجواء العالم بأكثر من طائرة حيث تعتبر واحدة من أكبر شركات صناعة الطائرات التجارية والحربية، إضافة إلى الأقمار الاصطناعية والمكوكات الفضائية، فضلا عن كونها أول شركة طيران لها نشاطات في الفضاء الخارجي، وقد تأسست الشركة عام 1916 في مدينة شيكاغو من ولاية الينويز الأمريكية. يمثل قطاع الطائرات التجارية ما يقارب 60 في المائة من مبيعات «بوينج»، خاصة «بوينج 737»، التي تعتبر أكثر طائراتها مبيعا في العالم، إضافة إلى بوينج767 وبوينج747 و بوينج777 وبوينج 787. تنتج الشركة أيضا طائرات عسكرية، مثل «إف إي - 18 هورنت سترايك» المقاتلة، «إف. 15» القاذفة و«إيجل سي - 17» وطائرة أباتشي المروحية الشهيرة، وللشركة مساهمة في مجال الفضاء من خلال برنامج يشمل الأقمار الاصطناعية للاتصالات، صواريخ دلتا، والمكوكات الفضائية التي تصنعها بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن .LTM واستنادا إلى إقفال سهم «بوينج» يوم الجمعة الماضي عند 71,49 دولاراً للسهم، بلغت القيمة السوقية للشركة نحو 57,71 مليار دولار، توزعت على ما يربو قليلا على 807 ملايين سهم، تستحوذ المؤسسات والشركات فيها على نسبة 67 في المائة، وهي نسبة ممتازة، تؤكد ثقة كبار المستثمرين في أسهم الشركة. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 69,6 دولاراً و72,05، فيما تراوح المجال السعري خلال عام بين 49,52 دولاراً و72,05، ما يعني أن أعلى سعر حققه السهم خلال عام هو 72,05، والذي حققه السهم أمس الأول، وبهذا تذبذب السهم خلا عام بنسبة 37,07 في المائة، وهو منخفض، ما يشير إلى أن السهم قليل المخاطر، ومن الأسهم الاستثمارية، ولكن أخذ جانب الحيطة والحذر واجب على أية حال، وذلك باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الخسارة عند 65، في حالة الاستثمار في أسهم الشركة، أو اللجوء إلى نوع من التأمين. وتعتبر أوضاع الشركة النقدية مطمئنة إلى حد ما، إذ بلغت نسبة السيولة السريعة 70 في المائة والسيولة الجارية 40 في المائة، ما يعني أن السيولة لدى الشركة في الحدود المقبولة، كما أن مديونيات الشركة تقترب من النسب المقبولة، فالمديونيات إلى حقوق المساهمين لا تتجاوز 108 في المائة، في حين لم تتجاوز المديونيات إلى الأصول 17 في المائة، وهي نسب مطمئنة بالنسبة لشركة عملاقة مثل «بوينج». في مجال الإدارة تحوّل الشركة جزءا لا بأس به من أرباحها لصالح المستثمرين، إذ بلغ العائد على الأصول للعام الماضي نسبة 3,9 في المائة، وأيضا نسبة 3,9 للسنوات الخمس الماضية، ومع تراجع الإيرادات بنسبة 0,26 في المائة العام الماضي، إلا أن الربح الموزع ارتفع بنسبة 8,4 في المائة. سوف توزع «بوينج» أرباحا سنوية بواقع 1,2 دولار لكل سهم عن العام الحالي، أي ما يوازي مردودا قدره 1,7 في المائة سنويا وهو مردود ضعيف مقارنة بمجالات استثمارية أخرى، ولكن إذا أخذنا في الاعتبار أن الشركة منحت خلال الأعوام العشرة الماضية سهما واحد لكل سهم، أي بمعدل عُشر سهم عن كل سنة، ربما يكون في هذا بعض العزاء لانخفاض نسبة الأرباح الموزعة. وعلى صعيد السعر والقيمة، يعتبر سهم «بوينج» مرتفعا مقارنة بقيمة السهم الدفترية البالغة 11,63 دولار، أي أكبر من 33 في المائة من القيمة الفورية، كما يبلغ مكرر الربح 25,7، وهو معدل مرتفع عند مقارنته مع مكرر الربح إلى النمو البالغ 1,65، ما يعني أن سعر السهم مبالغ في سعره ما لم يطرأ تحسن على الربح المحقق خلال العام المقبل. تبلغ قيمة السهم الجوهرية 85 دولاراً، والقيمة المستهدفة 73 دولارا، وهذه القيم تشير إلى أن سهم «بوينج» مقبول عند 71,00 دولارا، كما أن السهم جدير بأن يضاف إلى محفظة من يستثمر على المدى الطويل، لكن بحذر، كأن يوقف المستثمر خسارته عند 90 في المائة من سعر الشراء. بلغ عدد المحللين لسهم شركة بوينج 25، أوصى ثمانية منهم بالشراء المرجح، خمسة بالشراء، تسعة بالاحتفاظ بالسهم، بينما أوصى ثلاثة بالبيع، وبهذا تصبح محصلة متوسط رأي المحليين عند الاحتفاظ الذي يميل إلى المرجح. يفضل مراقبة السهم، فهو جدير بأن يضاف إلى محفظة كل مستثمر، ولكن تحديد سعر الشراء، الوقت المناسب، كيفية الشراء، وكمية الأسهم فمتروكة للمستثمر غير المحترف، وأما المحترفون في السوق فيمكنهم شراء السهم في أي وقت، وبأي سعر، حسبما تقتضيه استراتيجيات محافظهم. [email protected]