اقتحم العديد من الشباب سوق العمل المهني وبقوة وعزيمة واصرار في تحد مع النفس اولاً لاثبات النجاح وكسر الحاجز الاجتماعي الذي بدأ يقلل من النظرة الدونية للعديد من الأعمال المهنية ونجح الشاب مساعد يوسف الغامدي في تحقيق الذات وتجاوز كل العقبات التي اعترضته في بداية مشواره المهني حين نفض غبار الكسل وبدأ رحلة الكفاح ليضع قدمه على اولى خطوات النجاح والعمل الجاد حين انطلق للعمل في مغسلة الملابس التي كان يملكها والده الذي تنازل عن ملكيتها فيما بعد لصالح ابنه تشجيعاً منه وتحفيزاً لهذه الطاقة الشابة التي تستحق كل التقدير والاعجاب، الشاب مساعد حاورته «الرياض» واقتطعت من وقته دقائق معدودة في محافظة محايل عسير حيث يقول: انا سعيد جداً بعملي واقضي فيه وقتاً طويلاً بدءا من الساعة السابعة صباحاً ولا تتصور مدى راحتي وتكيفي مع هذا العمل الذي يعتبر اول مشروع تجاري في حياتي والذي يعد مشروعا ناجحاً ولله الحمد، حيث يدر دخلاً جيداً ومكاسب متعددة، وعن بداية الفكرة قال: الفكرة بدأت بعد ان بحثت وعجزت في الحصول على وظيفة سواء في القطاع الخاص او الحكومي وفي احد الأيام وخلال حضوري للمغسلة لأخذ ملابسي التي كنت قد احضرتها من قبل للكي جلست أتامل قليلاً وافكر في العامل الذي يعمل بها والذي كان من العمالة الآسيوية كيف انه افضل مني فهو يخدم نفسه ويكسب من عرق جبينه من مهنة ليست صعبة ولا تحتاج إلى شهادات او خبرات فالأمر لا يتعدى الغسيل ونشره وتشغيل مكينة البخار وكي الملابس سألت العامل كم تكسب في اليوم والشهر فقال (ما في معلوم كلام بابا) ولم اتردد سألت والدي الذي كان مؤجر المغسلة بالكامل للعامل تفاجأت بالدخل الذي يساوي اكثر من راتب موظف بالمرتبة الخامسة تعمقت في الفكرة لاسيما وان هذه المغسلة كانت لوالدي، وقررت ان افتح الموضوع مع الوالد الذي لم يكن واثقاً من صدق عزيمتي واصراري في بداية الأمر الا انه سرعان ما تحمس معي وقرر ان يمنحني فرصة لفترة معينة وعند اثبات الذات وعدني بمكافأة مجزية، وبالفعل تدربت مع العامل الذي كان بالمغسلة على تشغيل وصيانة مكينة البخار لمدة يوم واحد فقط ومن ثم تسلمت مقاليد العمل وبعد ثلاثة اشهر فقط وجدت والدي يقدم لي مفاجأته وهي تنازله عن المغسلة وكافة معداتها لي وبدون أي مقابل ومن يومها وانا اعمل بكل جد واجتهاد ومثابرة، حتى اشتريت سيارة وبدأت في التخطيط لمشاريع مستقبلية ناجحة بإذن الله تعالى، وعن الصعوبات التي واجهتها في البداية قال: لم يكن هناك صعوبة تذكر سوى النظرة الدونية لقليل من الناس وفي المقابل فإن هناك أناساً اخرين كانوا يشجعونني ويشدون من ازري ويبدون اعجابهم بعملي وانا افخر بهم كثيراً فنحن لا بد ان نقف إلى جوار البعض ونرتقي بأفكارنا وعقولنا دائما إلى الأمام فأنا جلست عاطلاً دون عمل لمدة ثلاث سنوات ولم استفد من هدر ذلك الوقت، ومنذ ان عملت في هذه المهنة حققت الكثير من المكاسب المادية والمعنوية والنفسية فأنا لي ذاتي وكياني الاجتماعي بعكس الشاب الذي لازال بانتظار الوظيفة الحكومية. وقبل ان نختم اللقاء وجه دعوة إلى زملائه واخوانه الشباب بالانخراط في العمل المهني الذي يحقق مكاسب عديدة ويبني لنا في هذا الوطن سواعد فتية، تركنا مساعد ليواصل عمله وودعناه بابتسامة اعجاب وتقدير لهذا الشاب الذي فجر طاقته وحيوية الشباب في عمل مهني خدم من خلاله نفسه اولاً وساهم في بقاء أموال داخل هذا البلد بدلاً من خروجها وهجرتها لعامل اجنبي فهل نرى شبابنا على هذه الخطا لتعزيز اقتصادنا الوطني ونساهم في مواصلة بناء مجتمعنا بسواعد أبنائه وعزيمتهم .