لم يكن يوم الاثنين الماضي يوماً عادياً بالنسبة للنجم الشاب ليوناردو ديكابريو، ففيه حاز أول جائزة مهمة في مسيرته مع السينما، وهي جائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل درامي عن فيلمه (الطيار - The Aviator). ديكابريو صاحب الموهبة اللافتة استطاع بفضل هذه الجائزة أن يتحرر من عقدة «التايتانيك»، وأن يثبت للجميع أنه فنان شامل بإمكانه إجادة الأدوار المتنوعة. ولد «ليوناردو» في الحادي عشر من نوفمبر عام 1974 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. والده ايطالي الأصل كان من القادة البارزين في جماعات الهيبنز التي علت سطح المجتمع الأمريكي منتصف ستينيات القرن الماضي. ووالدته ألمانية. كانت هي من اختار له اسم «ليوناردو» وذلك عندما ذهبت أثناء فترة حملها إلى معرض فني وهناك أعجبت بلوحة حملت توقيع الرسام العالمي «ليوناردو دافنشي»، ومنذ ذلك الحين قررت تسمية ابنها بذات الاسم. وبعد ولادة «ليوناردو» بفترة قصيرة تم طلاق الأبوين، ليعيش بعد ذاك مع أمه في حي فقير وبائس للغاية. واصل «ليوناردو» دراسته على مضض، فلقد كان متمرداً عليها غير عابئ بها، إلا أنه أكملها على أية حال. وقد بدأ اهتمامه بالتمثيل منذ وقت مبكر، حيث شارك عندما كان طفلاً صغيراً في عدة مسلسلات تلفزيونية، الأمر الذي ألبسه الثقة وجعله يتجه صوب السينما. كانت أولى مشاركاته السينمائية في العام 1991 حين شارك في الجزء الثالث من سلسلة الرعب Critters، بعد ذلك شارك في فيلم Poison Ivy، ثم أتبعه في العام 1993 بمشاركته البارزة والأهم والتي كانت انطلاقته الأولى نحو عالم النجومية، حين شارك النجم «جوني ديب» بطولة فيلم Whatصs Eating Gilbert Grape، وقد حاز عن دوره هذا ترشيحاً لأوسكار أفضل ممثل مساعد وترشيحاً للغولدن غلوب كذلك. وفي ذات السنة كانت لليوناردو مشاركة أخرى بارزة، وذلك حين قام بمواجهة النجم الكبير «روبرت دينيرو» في الفيلم الدرامي المؤثر This Boyصs Life. بعد ذلك ظهر في عدة أفلام تراوحت بين الجيد والعادي، حتى جاءت قفزته الثانية في العام 1996 حين قدم دور البطولة المطلقة في الإعادة العصرية لرائعة شكسبير «روميو وجوليت». ثم وفي العام ذاته قدم فيلم Martinصs Room، بمشاركة النجمتين مبريل ستريب ودايانا كيتون. بعد ذلك بسنة ظهر «ليوناردو» في أبرز وأشهر أدواره على الإطلاق، دور «جاك» في الفيلم الرومانسي الشهير «تايتانيك». وقد ظل ليوناردو يعاني بعد هذا الفيلم من تلك الصورة التي ارتسمت في أذهان المنتجين من كونه لا يصلح إلا للادوار الرومانسية الخفيفة، حتى جاء موعد نفي هذا الاعتقاد في العام 2002 حين قدم فيلمين كبيرين هما (Gangs of New York - وCatch Me If You Can) مع المخرجين الكبيرين «مارتن سكورسيزي» و«ستيفن سبيلبرج» على التوالي. ومن خلال الدورين اللذين أسندا له في هذين الفيلمين، أشعل ليوناردو شرارة التمرد على الواقع الذي فرضه عليه دور «جاك - تايتانيك»، ولقد أكد إتمام عملية التمرد من خلال أدائه اللافت لشخصية الطيار المنطلق هاورد هيوز في فيلمه الأخير (الطيار) الذي أخرجه العظيم سكورسيزي في ثاني تعاون بينهما. ليورناردو ديكابريو قال في لقاء جمعه بالإعلامية العربية الناجحة «ريا أبي راشد»: (أنا اطمح إلى الخلود وإلى بقاء اسمي في ذاكرة الجمهور لمدة ألف سنة قادمة).. ويبدو أن ديكابريو في طريقه لتحقيق ذلك.