قالت تقارير صحافية بريطانية إن إيران سحبت العشرات من عناصر الحرس الثوري المنتشرين داخل الأراضي السورية لدعم نظام بشار الأسد في عمليات قمع الثوار. ونقلت صحيفة ذي صنداي تايمز البريطانية عن مصادر استخباراتية غربية أن "إيران سحبت من سوريا 275 عنصرا من فليق القدس، وهو وحدة تتولى العمليات الخارجية، الرسمية أو السرية، للحرس الثوري الايراني". وقالت تلك المصادر إن "طهران اضطرت لاتخاذ هذا القرار بسبب الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد تحت وطأة العقوبات المفروضة عليها". وأوضحت المصادر أن "275 عنصرا من الوحدة 400 في فليق القدس غادروا سوريا الأسبوع الماضي"، ولفتت الصحيفة إلى أن "قريب أحد أعضاء الوحدة 400 أكد لها هذه المعلومات" من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن بعض المراقبين أن سحب عناصر القوات الخاصة الإيرانية التي كانت تدعم الجيش السوري، لم يأتِ بسبب الصعوبات الاقتصادية فحسب، بل لأن القيادة الإيرانية باتت واثقة من أن النظام السوري الحالي بقيادة بشار الأسد لا يمكن أن يصمد أمام المعارضة المسلحة. وفي آخر تطورات الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في إيران، رفض الصيارفة في طهران أمس تطبيق معدل مخفض لسعر صرف الدولار فرضته الحكومة في محاولة لوقف انهيار سعر صرف العملة الإيرانية في جو من الاضطراب المستمر. وفقد سعر صرف الريال قرابة 40 في المائة من قيمته في أسبوع أمام العملات الرئيسية الأخرى فتراجع الأربعاء الماضي إلى نحو 36 ألف ريال للدولار الواحد وأثار ذلك اضطرابات في وسط طهران حيث أقفل الصيارفة الرسميون والمتعاملون في السوق أبواب مكاتبهم طوال يومين. وقال صيرفي : ''تلقينا أمرا من جمعية الصيارفة (تحت رقابة البنك المركزي) بشراء الدولار ب 25 ألف ريال وبيعه مقابل 26 ألفا، لكن لا أحد يريد العمل بهذا المعدل ونحن لا نقوم بأي تعاملات''. وأعاد الصيارفة فتح أبوابهم أمس مجددا، لكنهم رفضوا عموما بيع أو شراء الدولارات. وكانت سوق الصاغة قد علقت العمل هي الأخرى. من جهته أعلن موقع جمعية الصيارفة معدل صرف للدولار مقابل 28 ألف ريال، لكن عددا من المواقع المتخصصة علق أمس أي تسعيرة للعملات الرئيسية، وفي الشارع، كان بعض الصيارفة غير القانونيين يعرضون بيع الدولار مقابل 30 ألف ريال. وأفادت وكالات أنباء إيرانية أن مركز الصرافة الجديد الذي أقامته الحكومة لتوفير العملة الصعبة لمستوردي بعض السلع الأساسية يبيع الدولار بسعر 25 ألفا و970 ريالا. وقالت وكالات أنباء شبه حكومية وموقع مثقال الإيراني الذي يرصد أسعار العملة إن سعر الريال في السوق الحرة 28 ألفا و500 ريال للدولار وهو سعر أقوى بكثير من مستوياته قرب 37 ألفا و500 ريال التي سجلها الأسبوع الماضي. لكن متعاملين في طهران ودبي وهي مركز رئيسي للأعمال التجارية مع إيران أبلغوا ''رويترز'' أنه لا توجد تداولات تذكر في السوق الحرة لأن الأسعار التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية غير مقبولة بوجه عام. ويحصل معظم الإيرانيين على العملة الصعبة من السوق الحرة لمزاولة الأعمال والسفر إلى الخارج ولحماية مدخراتهم من التضخم الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يتجاوز 25 في المائة. وقال تاجر في طهران بالهاتف إن تجار العملة في العاصمة يقولون لنا ألا نتصل حتى لمعرفة سعر العملة. يقولون إنهم لا يعطون أسعارا. ونشر موقع (مظنه) الإيراني لتتبع أسعار العملة رسالة تقول: ''للأسف ما زلنا عاجزين عن الوصول لأسعار السوق المحلية لنشرها''، كما قال موقع (صرافي جلالي) لتغيير العملات على الإنترنت: ''التزاما بسياسات البنك المركزي لجمهورية إيران الإسلامية وللمساعدة على تنظيم سوق الصرف في إيران فإن صرافي جلالي لن يعلن أي أسعار في الوقت الحالي. وسيجري الإعلان عن سعر صرف جديد بعد الحصول على إذن البنك المركزي''. ويبلغ المعدل المصرفي الرسمي للعملة الأمريكية 12600 ريال، لكن هذا المعدل الثابت الذي لم يتغير منذ أشهر عدة، مخصص لبعض الإدارات أو الشركات العاملة في القطاعات التي تعتبر أساسية بالنسبة إلى الاقتصاد الإيراني، ويتعين على الشركات الأخرى أو الأفراد شراء العملات من السوق المفتوحة. وتواجه إيران منذ أشهر عدة شحا متناميا في العملات ما يحول دون تمكن البنك المركزي من دعم الريال في السوق المفتوحة، وذلك نتيجة العقوبات المصرفية والنفطية الغربية التي تشتد أكثر فأكثر بسبب البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.