دخلت حكومة إيران في مواجهة مع تجار العملة اليوم السبت مع فشل محاولتها لفرض سعر صرف قوي للريال بعد انحدار قيمة العملة الأسبوع الماضي الأمر الذي أوقد شرارة احتجاجات. وأفادت وكالات أنباء إيرانية أن مركز الصرافة الجديد الذي أقامته الحكومة لتوفير العملة الصعبة لمستوردي بعض السلع الأساسية يبيع الدولار الأمريكي بسعر 25 ألفا و970 ريالا. وقالت وكالات أنباء شبه حكومية وموقع مثقال الإيراني الذي يرصد أسعار العملة إن سعر الريال في السوق الحرة 28 ألفا و500 ريال للدولار وهو سعر أقوى بكثير من مستوياته قرب 37 ألفا و500 ريال التي سجلها الأسبوع الماضي. لكن متعاملين في طهرانودبي وهي مركز رئيسي للأعمال التجارية مع إيران قالوا أنه لا توجد تداولات تذكر في السوق الحرة لأن الأسعار التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية غير مقبولة بوجه عام. ويحصل معظم الإيرانيين على العملة الصعبة من السوق الحرة لمزاولة الأعمال والسفر إلى الخارج ولحماية مدخراتهم من التضخم الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يتجاوز 25 بالمئة. وقال تاجر في طهران بالهاتف إن تجار العملة في العاصمة “يقولون لنا ألا نتصل حتى لمعرفة سعر العملة. يقولون إنهم لا يعطون أسعارا.” وطلب عدم نشر اسمه نظرا للحساسية السياسية للمسألة. ونشر موقع مظنه الإيراني لتتبع أسعار العملة رسالة تقول “للأسف مازلنا عاجزين عن الوصول لأسعار السوق المحلية لنشرها.” وقال موقع صرافي جلالي لتغيير العملات على الانترنت “التزاما بسياسات البنك المركزي لجمهورية إيران الإسلامية وللمساعدة على تنظيم سوق الصرف في إيران فإن صرافي جلالي لن يعلن أي أسعار في الوقت الحالي. سيجري الإعلان عن سعر صرف جديد بعد الحصول على إذن البنك المركزي.” وتحت وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية على إيران سجل الريال مستوى قياسيا منخفضا عند حوالي 37 ألفا و500 ريال للدولار يوم الثلاثاء الماضي ليفقد نحو ثلث قيمته في عشرة أيام. وأوقد الانحدار شرارة مظاهرات مناهضة للحكومة قرب السوق الكبيرة في طهران حيث ألقت الشرطة القبض على تجار العملة الذين تتهمهم السلطات بالمضاربة ضد العملة. ومنذ ذلك الحين توقفت معظم تداولات الريال في السوق الحرة بطهرانودبي نظرا لخوف التجار من أن تستهدفهم الشرطة لإعلانهم أسعارا لا ترضى عنها الحكومة وبسبب المخاطر المالية الكبيرة للتداول في ظل مثل هذا التقلب الشديد للعملة. دبي | رويترز