وجه قادة الجيش المصري رسالة تحذير "شديدة اللهجة" لمن يحاول الاعتداء على مصر، أو الاقتراب من حدودها، في الوقت الذي طلبت فيه وزارة الخارجية إيضاحات من نظيرتها الإسرائيلية بشأن تصريحات منسوبة إلى الوزير أفيغدور ليبرمان، بعد إعلان القاهرة إلغاء اتفاق بيع الغاز إلى الدولة العبرية. وبذات الوقت، أعربت الحكومة المصرية، في وقت متأخر من مساء الاثنين، عن عدم ممانعتها التوصل إلى اتفاق جديد، لاستئناف تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل. ففي كلمة له على هامش المرحلة الرئيسية للمناورة العسكرية "نصر 7"، التي جرت في شبه جزيرة سيناء، أكد المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، "إننا سنكسر يد من يحاول الاعتداء علينا، أو يحاول الاقتراب من حدودنا." وجاءت هذه التصريحات بعد أقل من يوم على دعوة ليبرمان للجيش الإسرائيلي إلى حشد قواته على الحدود مع مصر، إثر قرار إلغاء أتفاق الغاز. كما شدد طنطاوي على أن "مصر قوية، وستكون دائما منتصرة، بشعبها العظيم، وقواتها المسلحة الباسلة"، مؤكداً أن "الجيش سيستمر عظيماً، لحماية حدوده الملتهبة، وخاصة الشمال الشرقي"، في إشارة إلى الحدود التي تفصل بين مصر والدولة العبرية، كما أكد أيضاً أن "القوات المسلحة على جاهزية عالية، واستعداد قتالي مستمر." وتطرق طنطاوي إلى التهديدات الداخلية بقوله: "إن قواتنا المسلحة قوية ضد أعدائنا من الخارج، وضد من يحاول العبث بمقدرات هذا الوطن العظيم من الداخل." وأضاف: "إننا لن نسمح لأحد أن يخفض من كفاءة القوات المسلحة"، مشيراً إلى أن القوات المسلحة لا تتدخل في السياسة، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر" نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. وفي الإطار ذاته، وجه قائد الجيش الثاني الميداني، اللواء محمد فريد حجازي، ما وصفها ب"رسالة اطمئنان إلى الشعب المصري، بأن قواته المسلحة في سيناء قادرة تماماً على تأمين مصر ضد أي عدوان، أو فرد، أو جهة تسول لها نفسها الاعتداء عليها،" مؤكدا أن خطة التدريب والعمليات الموجودة حالياً لدى القوات المسلحة، "قادرة على تأمين سيناء." وعلى الصعيد الدبلوماسي، كلف وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، سفير مصر لدى تل أبيب، بالاستفسار من الحكومة الإسرائيلية حول التسريبات الصحفية التي تناقلتها وسائل الإعلام مؤخراً، والمنسوبة للوزير ليبرمان. كما سينقل السفير المصري إلى الجانب الإسرائيلي "استغراب" القاهرة لصدور مثل هذا الكلام، منسوباً إلى مسؤول كبير بالحكومة الإسرائيلية. وكانت صحيفة "معاريف" قد أفادت، في تقرير لها الأحد، بأن وزير الخارجية حذر مؤخراً رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من "المشكلة الإستراتيجية التي قد تنشأ عقب الثورة المصرية"، مشيراً بوجه الخصوص إلى "تصاعد حالة اليأس داخل المجتمع المصري." وأضافت الصحيفة، بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية، أن ليبرمان قال في اجتماعات مغلقة عقدت مؤخراً، في وزارة الخارجية، إن "الشأن المصري مقلق أكثر من الملف النووي الإيراني." وفي تطور لافت، قالت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة الانتقالية، فايزة أبو النجا، إنه "لا مانع لدى مصر من التوصل إلى عقد جديد، بشروط جديدة، وأسعار جديدة، لإعادة تصدير الغاز إلى إسرائيل، والموقع بين الهيئة المصرية العامة للبترول، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، مع شركة غاز شرق البحر المتوسط." وأضافت الوزيرة، في تصريحات بالمقر المؤقت لمجلس الوزراء بمدينة نصر، أوردتها وكالة الأنباء الرسمية، أن "هذا العقد ليست له علاقة بوزارة البترول، أو الحكومة المصرية، ولكنه عقد تجاري بين شركتين"، بحسب قولها.