اندلعت اشتباكات عنيفة في مدن بجنوب شرق تركيا تقطنها غالبية من الأكراد بين الشرطة ومتظاهرين بعد قرار نواب الحزب الديمقراطي الانسحاب من البرلمان، وذلك إثر حظر حزبهم بقرار من المحكمة الدستورية العليا بسبب صلته بحزب العمال الكردستاني المحظور، في وقت تعالت فيه ردود الفعل المحلية والدولية المنددة بالقرار. ورشق مئات المحتجين شرطة مكافحة الشغب بالقنابل الحارقة والحجارة في مدينة هاكاري، في حين أطلقت قوات الأمن خراطيم المياه والمياه الملونة والغازات المسيلة للدموع على المحتجين الذي أشعلوا النار في إطارات السيارات. وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية إن فتاة أصيبت في اشتباكات هكاري، كما جرح قائد للشرطة في احتجاجات في بلدة فان. في حين اعتقلت قوات الأمن 32 شخصا وفق نفس الوكالة. ووردت أنباء عن اشتباكات أيضا في مدينة ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا. وذكرت وكالة أسوشيتدبرس أن محتجين رجموا حافلة للشرطة بالحجارة وأحرقوا عربتين في بلدة يوكسيكوفا القريبة من الحدود مع العراق وإيران. كما أغلق المتظاهرون الطرق بالمتاريس وإطارات السيارات المشتعلة. وجاءت المظاهرات بعد يوم من إصدار المحكمة الدستورية في تركيا قرارا بحظر حزب المجتمع الديمقراطي الكردي، ومنع كبار قادته من ممارسة العمل السياسي، بتهمة ارتباطه بحزب العمال الكردستاني المحظور. وقد أعلن زعيم حزب المجتمع الديمقراطي التركي أحمد تورك انسحاب أعضاء حزبه من البرلمان التركي احتجاجا على قرار حظر حزبه. وقال تورك للصحفيين بعد اجتماع لأعضاء حزبه في أنقرة إن نواب الحزب ال19 انسحبوا أمس من البرلمان ولن يشاركوا في أي نشاط برلماني مستقبلا. ولم يكشف تورك -الذي رفض نداءات بالتنديد بالهجمات التي يمارسها حزب العمال الكردستاني- عن الخطوات التي سيتخذها أنصاره، لكنه قال (ما زلنا نؤمن بسياسة الديمقراطية). وتثير استقالة نواب حزب المجتمع الديمقراطي احتمال إجراء انتخابات فرعية في المناطق التي يغلب على سكانها الأكراد.